أثار طلب النيابة العامة الفرنسية، بعقوبة السجن خمس سنوات لزعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبان مع منعها من تولي أي مناصب رسمية أو ما يعرف "بعدم الأهلية السياسية" لمدة مماثلة، تساؤلات واسعة في البلاد.
ولوبان متهمة مع نحو 20 من المسؤولين البارزين في حزب التجمع الوطني باختلاس أموال البرلمان الأوروبي، وتحديدا فيما يتعلق بوظائف مساعدي النواب الأوروبيين المحسوبين على الحزب.
ويتهم تسعة نواب سابقون في البرلمان الأوروبي، من بينهم مارين لوبان، بتوظيف ودفع رواتب لمساعدين باستخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي، بينما كان هؤلاء يعملون فعليًا لصالح الحزب.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "لو جورنال ديمانش"، فإن هذه القضية تعيد للأذهان الفضيحة التي لاحقت المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2017 فرانسوا فيون، فيما يخص توفيره عملا وهميا لزوجته واثنين من أولاده.
ونقلت عن أحد الأعضاء الشباب: "من المؤكد أن فيون صمد حتى النهاية، وقد حصل على 20% في الجولة الأولى، لكن مشاكله القانونية منعته من الفوز الذي وعد به".
في المقابل، أوضحت الصحيفة أنه إذا كان البعض يخشى أن تخلف استراتيجية "الضحية" التي تنشرها مارين لوبان، تأثيرا على ناخبيها، فإن أغلبهم يتوقعون، في حالة الإدانة، ردة فعل عكسية خلال حملة الرئاسة عام 2027.
وقالت إنه بعيداً عن المصير السياسي لمارين لوبان، فإن الأكثر إثارة للقلق أن اتهامات "تسييس القضاء" أمر شائع على نطاق واسع بين مؤيدي لوبان، مستشهدين أيضًا بقضية فيون، ويشعرون بالاستياء لأنه في أقل من عشر سنوات، سمح القضاة "من وجهة نظرهم، لأنفسهم بالتصديق على من يمكن أن يكون مرشحًا ومن لا ينبغي أن يكون مرشحًا".
وذكر أحدهم: "الأمر الأكثر سخافة هو أنه عندما يهاجم أحد القضاة سياسيًا، فإنه ينتهي به الأمر إلى الانتصار كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعيد انتخابه منذ وقت قريب".
وسواء أدانتها المحاكم في نهاية المطاف أم لا، فمن الصعب توقع تأثير الزلزال السياسي القضائي على الناخبين اليمينيين بالمعنى الواسع، وفق الصحيفة.
ونقلت عن أحد نواب التجمع الوطني أن عدم الأهلية لا تشكل بأي حال من الأحوال عائقا للوصول إلى منصب رئيس الوزراء، وفي "حالة صدور حكم قاس، يمكن للحزب اليميني المتطرف أن يتبنى استراتيجية (ميدفيديف-بوتين) أي جابريل بارديلا في الإليزيه رئيسا، ومارين لوبان في ماتينيون رئيسة للوزراء".
يشار إلى أنه عندما لم تسمح القوانين الروسية للرئيس فلاديمير بوتين بأكثر من فترتين رئاسيتين، قدم الأخير كل الدعم لرجله المخلص دميتري ميدفيديف في انتخابات الرئاسة 2008، التي حصد فيها 70 في المئة من الأصوات، وعين الأخير بوتين رئيساً للوزراء، لكنه عاد مرة أخرى رئيساً للوزراء في ظل رئاسة بوتين عام 2012.