ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أفاد موقع "واشنطن بوست"، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم حضور جلسات المرافعة أمام المحكمة العليا الشهر المقبل، في قضية تتعلق بشرعية الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها بموجب "قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA)".
وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس أمريكي بشكل مباشر في مداولات من هذا النوع، ما يعكس رغبة ترامب في جعل القضية محوراً سياسياً وشخصياً على حد سواء.
ومن المقرر أن تُعقد الجلسة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي بعد يوم واحد من الانتخابات المحلية، حيث قال ترامب خلال مؤتمر في البيت الأبيض: "أعتقد أنني سأذهب إلى المحكمة العليا لأتابع القضية. لم أفعل ذلك من قبل رغم أنني خضت قضايا كبرى. أرى أنها من أهم القضايا في تاريخ البلاد".
وترى الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل استعراضاً سياسياً جديداً لترامب، إذ يحاول تحويل القضية إلى اختبار مباشر لسلطاته التنفيذية، متحدياً الكونغرس والمحاكم في آن واحد.
ويمنح الدستور الأمريكي الكونغرس وحده سلطة فرض الضرائب وجمع الإيرادات، باعتبارها من أهم أدوات الرقابة على الرئيس. غير أن ترامب يجادل بأن الكونغرس نقل هذه الصلاحيات إلى الرئيس بموجب قانون "IEEPA"، رغم أن نص القانون لا يتضمن أي إشارة إلى الرسوم الجمركية، ولم يستخدمه أي رئيس سابق لهذا الغرض.
ويركز القانون أساساً على فرض العقوبات والحظر التجاري في حالات الطوارئ، حيث يمنح الرئيس سلطة "منع أو إلغاء أو حظر" التعاملات الاقتصادية مع دول أجنبية.
وستدور المرافعات حول تفسير كلمة "تنظيم" الواردة في نص القانون، وما إذا كانت تخوّل للرئيس فرض ضرائب على الواردات من جميع الدول بالمستوى الذي يراه مناسباً.
وكانت محكمة الاستئناف الفيدرالية قد أصدرت حكماً ضد ترامب في أغسطس/ آب الماضي، لكن تنفيذ القرار أُوقف بانتظار حكم المحكمة العليا. وقدّم فريقه القانوني مذكرة لافتة تضمنت لغة غير مألوفة في القضايا الدستورية، جاء فيها: "مع الرسوم الجمركية نحن أمة غنية، وبدونها نحن أمة فقيرة".
ويؤكد مراقبون أن ترامب لا يكتفي بالدفاع القانوني، بل يسعى إلى التأثير السياسي والإعلامي عبر تصوير القضية على أنها معركة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي.
ويعتقد أن الرئيس ترامب يحاول الضغط على القضاة من خلال الإيحاء بأن أي قرار ضده قد يؤدي إلى "كارثة اقتصادية" تشبه الكساد الكبير عام 1929.
ويرى محللون أن حضور ترامب للمرافعة، إن تمّ، سيحوّل الجلسة إلى مشهد سياسي استثنائي، يعيد إلى الواجهة أسلوبه المثير في تحدي المؤسسات الدستورية الأمريكية.