مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
وقّعت اليابان وسريلانكا اتفاقية منحة بقيمة 500 مليون ين ياباني (حوالي 3.2–3.3 مليون دولار) لتزويد البحرية السريلانكية بحوالي 10 طائرات مسيّرة، في خطوة تعد الأولى لتقديم طوكيو معداتٍ دفاعية لكولومبو.
وتمثّل الاتفاقية التي جاءت ضمن إطار برنامج المساعدات الأمنية الرسمية (OSA)، تحوّلًا من المساعدات الاقتصادية التقليدية إلى دعم عسكري مباشر.
يعتقد محللون أن الطائرات اليابانية المصممة للمراقبة البحرية والإغاثة في الكوارث الطبيعية، ستُحسن قدرة سريلانكا على مراقبة المناطق البحرية، ومكافحة التهريب والصيد غير المشروع، ودعم العمليات الإنسانية أثناء الكوارث، وهو أمرٌ بالغ الأهمية في منطقة تشهد تحديات أمنية مستمرة.
وهذا البرنامج الذي يعرف بـ"المساعدة الأمنية الرسمية (OSA)"، الذي أُطلِق في 2023 يُمكّن اليابان من تقديم الدعم العسكري المباشر؛ ما يعكس نيتها استخدام الدبلوماسية الدفاعية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، خصوصا أن الطائرات اليابانية تتميز بالموثوقية وتهيئة متقدمة للدمج مع أنظمة الرصد؛ ما يمنح سريلانكا قدرة مزدوجة على الأمن والإغاثة.
ونظرا لأن سريلانكا تقع عند محور بحري حيوي يربط الشرق الأوسط بشرق آسيا، ومركز تنافس بين الصين والهند والولايات المتحدة، فإن طوكيو من خلال تعزيز قدرات المراقبة لدى كولومبو، تعمل على ترسيخ شريكٍ موثوقٍ في المنطقة، وتحدّ من نفوذ الصين في مشاريع الموانئ الاستراتيجية مثل هامبانتوتا.
وكشفت مصادر أن هذه المنحة اليابانية تُموَّل بالكامل من مخصصات السنة المالية اليابانية 2025 ضمن برنامج (OSA)، وتمثل أول تعاون دفاعي مباشر مع سريلانكا؛ ما يعني تحويل اليابان مساعداتها المدنية إلى الشراكات العسكرية المباشرة.
كما تعكس هذه الاتفاقية طموحات اليابان المتزايدة في الأمن الإقليمي واعترافها بالأهمية الجيوستراتيجية لسريلانكا، وبالنسبة للبحرية السريلانكية، تمثل الطائرات خطوة متقدمة نحو تحديث المراقبة البحرية وتعزيز الردع في المياه المتنازع عليها، بينما تعد رسالة طوكيو واضحة حول دورها كفاعل أمني في المحيطين الهندي والهادئ.
