مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

"وول ستريت جورنال": نتنياهو بلا منافس على السلطة وسط "العاصفة الأمنية"

نتنياهو وقادة الجيشالمصدر: إرم نيوز

كشفت تقارير حديثة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف الآن أمام اختبارٍ أصعب: كيف يقود إسرائيل إلى عصرٍ جديدٍ من السلام، مشيرةً إلى أنه لا أحد قادرٌ في إسرائيل على منافسته على السلطة في ظلّ الوضع الأمنيّ المعقّد.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرجل الذي طالما صوّر نفسه كحارسٍ أمنيٍّ وحيدٍ للأمة، يجد نفسه مضطرًّا للعب دورٍ لا ينسجم مع صورته القديمة، وسط تراجع موقف إسرائيل دوليًّا وتصاعد التوترات الإقليمية.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو وترامب

نتنياهو يواجه أزمة محتملة مع ترامب بسبب "ضم الضفة"


عراقيل فورية على الطريق

ويرى الخبراء أن حماس لم توافق بعد على نزع السلاح، بينما تستمر في حملتها لاستعادة نفوذها في غزة، كما أن الممرّ السياسي المتفق عليه يفتقر إلى أيّ إطارٍ محددٍ لإدارة القطاع. وفي الداخل، تواجه إسرائيل انتخاباتٍ صعبة محتملة خلال عامٍ، وربّما أقرب من ذلك، لاستغلال زخم إعادة الرهائن، وكلّ ذلك في ظلّ اتهاماتٍ قضائيةٍ دوليةٍ لنتنياهو؛ ما يزيد من صعوبة مهمّته السياسية.

مشهد داخليّ متقلب

وبحسب المصادر، فإنّ الانتقادات الداخلية تقول إنّ نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، ليس الرجل المناسب للسلام، كما أنّ أغلب الإسرائيليين يعارضون حلّ الدولتين ويخشون أن يتحوّل أيّ كيانٍ فلسطينيٍّ مستقبليٍّ إلى منصّةٍ للهجمات. وحتى لو ضغط الرئيس ترامب لإنهاء الحرب، فإنّ القلق يبقى من مقاومة نتنياهو لأيّ تسويةٍ مع الفلسطينيين.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو في إحدى المحاكم الإسرائيلية

استجابة لوصايا ترامب.. هل بدأت إسرائيل في أولى درجات العفو عن نتنياهو؟

ومنذ أن أصبح أصغر رئيس وزراء في العام 1996، حذّر نتنياهو من خطر إيران النووية وفكرة الدولة الفلسطينية، لكنه لطالما أراد توسيع قبول إسرائيل إقليميًا وترك إرث سلامٍ يحاكي إنجازات من سبقوه، بما في ذلك رئيسا الوزراء الأسبقان مناحيم بيغن وإسحاق رابين، غير أنّ الحرب الأخيرة أعاقت خططه للسلام، التي كان يُنظر إليها كخطوة رمزيةٍ ضخمةٍ في العالم الإسلامي.

معضلة الثقة الإقليمية

ويرى مراقبون أنّ الثقة بالنخب الإسرائيلية تراجعت بشكلٍ كبيرٍ في العالم العربي، مقارنةً بالمعارضة الإسرائيلية؛ ما يضع قيودًا كبيرة على أيّ اتفاقات سلامٍ جديدة، ويجعل نتنياهو أقلّ مصداقيةً على الساحة الإقليمية.

لكن على الرغم من سجله المتشدّد، يملك نتنياهو القدرة على التكيّف، من خلال دعمه السابق لفكرة الدولة الفلسطينية، وصفقات تبادل الرهائن، ومرونته أمام الضغوط الداخلية والخارجية. كما يؤكد مستشاروه أنّه قادر على تعديل نهجه إذا كان ذلك "لصالح القضية"، لكنّ السؤال الحقيقي يبقى: ما هي "القضية" في هذه المرحلة؟

ويشير محللون إلى أنّ ضغط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دفع نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق النار قبل نزع سلاح حماس بالكامل؛ إذ يمثّل ترامب بطاقةً غير متوقّعة يمكن أن تؤثّر على تطبيع العلاقات مع دولٍ إقليمية مقابل وعودٍ غامضة فقط بإقامة الدولة الفلسطينية.

وبينما قد يحصل نتنياهو على زيادةٍ مؤقتةٍ في شعبيته بعد انتهاء الحرب وإعادة الرهائن، فإنه يبقى زعيمًا مثيرًا للجدل، ووجوده مرتبطٌ بتحدياتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ معقّدة، لكن في الوقت نفسه لا يوجد منافسٌ إسرائيليّ آخر قادرٌ على التفوق عليه إذا ظلّ الأمن هو القضية المركزية للناخبين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC