أثار حكم بالسجن لعامين أصدرته محكمة في تونس ضد زعيمة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، وذلك في إطار قضية رفعتها بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تساؤلات حول مستقبل المرأة التي كان لها ثقل سياسي كبير في البلاد.
وأضاف الجليدي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "الحزب الدستوري الحر لم يكن موحّداً أبداً، وفي غياب عبير موسي لم يعد له قدرة الانتظام ولا الاستقطاب، فالحزب يدفع ضريبة شيخوخته ووقوفه على الأطلال".
وسُجنت موسي منذ عام 2023 بعد أن اعتقلتها الشرطة عند مدخل القصر الرئاسي في قرطاج أثناء توجهها لتقديم طعن في قرارات الرئيس، بحسب حزبها، وهي منتقدة شديدة لكل من الرئيس سعيّد وكذلك حركة النهضة الإسلامية.
تجدر الإشارة إلى أن موسي دعمت في البداية إجراءات اتخذها الرئيس قيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو / تموز من العام 2021، وهي إجراءات أطاحت بحركة النهضة الإسلامية من الحكم قبل أن تغير موقفها، وتوجه له انتقادات حادة.
ويرى المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي، أنه "في عالم السياسة لا يمكن الجزم بأن طرفاً أو شخصاً سياسياً قد انتهى، لكن المعادلات الحالية تدلّ على أن خروج عبير موسي من أزمة السجون ستكون متأخرة".
وأضاف الجليدي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "الحزب الدستوري الحر لم يكن موحّداً أبداً، وفي غياب عبير موسي لم يعد له قدرة الانتظام ولا الاستقطاب، فالحزب يدفع ضريبة شيخوخته ووقوفه على الأطلال".
وأردف: "أما عن مصير عبير موسي فهو مرتبط مباشرة بمصير خصومها السياسيين والحالة العامّة للبلاد، يكمن الحل في اصطفافها مع السلطة كمعارضة صورية، لكنها رفضت هذا المقترح عندما كانت الأوراق بيدها، فهي إذاً تحت رحمة الدولة".
وتواجه موسي تهما خطيرة من بينها "الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة" للاشتباه في أنها أرادت إعادة تأسيس نظام مماثل لنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الذي أطاحت به الثورة عام 2011.
من جهته، قال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "عبير موسي تواجه مستقبلاً غامضاً؛ حيث تواجه تهماً ثقيلة من بينها التآمر على أمن الدولة شأنها في ذلك شأن سياسيين آخرين بارزين على غرار غازي الشواشي وعصام الشابي".
وتابع العبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "من غير الواضح ما إذا ستنجح هيئة الدفاع عن موسي في تحقيق اختراق في ملفات موسي، التي هي من أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيد وسياساته بعد الخامس والعشرين من يوليو / تموز".
وأردف: "في اعتقادي موسي لن تقوم بأي مراجعات لمواقفها السياسية، وبذلك سيبقى مصيرها السياسي غامضاً بشكل كبير".