مكتب نتنياهو: إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم ونفذته وتتحمل المسؤولية الكاملة عنه
لم تشهد العاصمة الجزائر وسائر محافظات البلاد؛ اليوم الجمعة؛ أي مسيرات في سيناريو لم تعهده البلاد منذ بدء الثورة الشعبية السلمية في 22 من شهر شباط/فبراير لعام 2019.
وعلى نحو مغاير لضجيج الأسابيع الـ57 المنقضية لاحظ مراسل "إرم نيوز" في جولة ميدانية؛ هيمنة الهدوء والسبات على مختلف ساحات وميادين الجزائر؛ وخلت الشوارع من الحركة بشكل شبه كامل؛ عدا بعض المارة والحافلات.
وفي أماكن تاريخية عند "الحراكين"؛ طغت الرهبة والسكون على ساحات البريد المركزي وموريس أودان وموريتانيا والشهداء؛ فضلا عن شارع مراد ديدوش في الجزائر الوسطى.
وعلق الإعلامي مروان لوناس قائلا: "سبحان مغير الأحوال؛ كانت هذه الساحات والشوارع والميادين تضج بالحياة وتعج بالناس".
بدوره أثنى الباحث عبد الكريم بودراع على التزام مواطنيه بالبقاء في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورات القصوى؛ داعيا إياهم للتركيز على التعقيم والتنظيف.
وذكر الناشط خالد درارني: "عدم التظاهر في الجمعة 57؛ يؤشر على أن الحراك ناضج ومسؤول"؛ منوها بتطوع الشباب لتعقيم الشوارع.
من جانبه علق الشيخ منصف: "الجمعة 57، الأعلام ترفرف في الشرفات وليس في المسيرات"؛ فيما أشادت الحاجة رزيقة بحملة "ريح في دارك".
في الأثناء؛ تواصلت المبادرات الشبابية عبر عدة محافظات جزائرية، في أعمال التعقيم والتطهير لمكافحة وباء كورونا.
وامتدت الحملة العفوية من العاصمة الجزائر إلى مدن البليدة وتيزي وزو وتيبازة ووهران وعنابة وباتنة ومسيلة؛ وقامت على التطهير والتعقيم والإرشاد وتوزيع المواد الغذائية، في سلوكيات نبيلة تسعى لتفعيل أدوار "المواطنة الواعية".
ويستخدم المتطوعون دراجات موشحة بالأخضر في تنقلاتهم على طول الأحياء السكنية، ويحرصون على تعقيم شامل لكافة مصاعد العمارات والسلالم.
وفي تصريح لـ "إرم نيوز"، أبرز أمين الطالب في كلية الهندسة والناشط في جمعية حراء: "علّقنا ملصقات توعوية في كل مكان ضمن حملة (اغسلوا أياديكم يرحم والديكم)، ولن نبقى مكتوفي الأيدي بل سنسعى دوما وبإمكانيات بسيطة أن نمضي قدما من أجل جزائر واعية ونظيفة".
وبادر المتطوعون أمير وناصر وفؤاد ونجوى ضمن مبادرة أخرى، على تحسيس مواطنيهم بحتمية احترام مسافة متر بين الزبائن من خلال وضع آثار في الأرض باستعمال الصبغة وذلك تكريسا للإرشادات المتعارف عليها دوليا.
وفي منطقة برج بوعريريج الشرقية، قام الشاب وسيم بافتتاح ورشة مصغّرة، ونجح في خياطة آلاف الكمامات وتوزيعها مجانا، في خطوة ألهبت حماس أقرانه ودفعتهم للقيام بمبادرات مماثلة.
وفي مدينة تيزي وزو، قام طلاب كلية الصيدلة بإنتاج كميات كبيرة من المطهّر الكحولي داخل مخابر الجامعة، وحرصوا على توزيعه مجانًا في الأماكن البعيدة، وعلّقت مريم: "هي مبادرة ممتازة ونتطلع لتعميمها من طرف طلاب مختلف الكليات".
