حملات إعلانية للمرشح الموقوف نبيل القروي تثير الجدل في تونس

طالبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، اليوم الأربعاء، وزارة الداخلية بإزالة حملات إعلانية تعود لحزب "قلب تونس" وتروج للمترشح الرئاسي نبيل القروي، الذي يتواجد حاليًا في السجن بتهم فساد وغسيل أموال، وذلك وسط جدل واسع.

وتداول ناشطون صورًا لحملات إعلانية تمّ وضعها في عدد من الطرقات كتب عليها ''الحبس ما يوقفناش موعدنا 15 سبتمبر" (السجن لن يوقفنا وموعدنا يوم 15 سبتمبر / أيلول)، وهو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس، ما أثار حفيظة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

ووجّهت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الأربعاء، مراسلة إلى وزير الداخلية هشام الفوراتي طالبته فيها بإزالة الحملات الإعلانية التي انتشرت في الطرق الرئيسية للعاصمة تونس.

وقالت الهيئة في مراسلتها، إنّها عاينت وجود حملات إعلانية لمترشح للانتخابات الرئاسية تحمل عبارة ''الحبس ما يوقفناش موعدنا 15 سبتمبر"، وذلك على مستوى بعض المحاور الكبرى لتونس العاصمة وخاصّة على الطريق السيّارة تونس المرسى.

واعتبرت هيئة الانتخابات أنّ هذه الحملات الإعلانية تعدّ مخالفة انتخابية حسب الفصول 52 و54 و57 من القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، ويمكن أن تؤثر على المناخ الانتخابي، داعية إلى إزالة هذه المعلقات أينما وجدت.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خالد الحيوني، في تصريح لـ "إرم نيوز": إن الوزارة ستقوم بدعم هيئة الانتخابات من أجل إزالة الحملات الإعلانية لأحد المترشحين للانتخابات الرئاسية بناءً على الفصل 71 من القانون الانتخابي، والذي ينصّ على أنّ هيئة الانتخابات يمكنها الاستعانة بالقوة العامة أثناء اتخاذ الإجراءات الكفيلة لوضع حدّ للتجاوزات.

وأضاف الحيوني أن وزارة الداخلية تضمن المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين للاستحقاق الانتخابي وتتدخل في حال وجود حملات انتخابية خارج الزمن المحدد للحملة الانتخابية، وبطلب من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تعدّ المسؤولة الأولى والأخيرة عن حماية سير العملية الانتخابية.

وأكد الحيوني أن وزارة الداخلية تعتمد أساسًا على النصوص القانونية لتنظيم وتأمين العملية الانتخابية، خاصة وأن الوزارة تتعهد بتطبيق القوانين وبتأمين سير العملية الانتخابية وتتكفل بتطبيق القانون وإزالة كل المعوقات التي تمس المسار الانتخابي.

حملة انتخابية مبكرة

وأثارت الحملات الإعلانية التي انتشرت منذ بداية الأسبوع الجاري في عدد من الطرقات الرئيسية بالعاصمة تونس انتقادات كثيرة، حيث اعتبر ناشطون أن هذه الحملات تندرج في إطار حملة انتخابية مبكرة للمرشح الرئاسي نبيل القروي.

ويرى المحلل السياسي محمد علي الهيشري أن وجود حملات إعلانية في شوارع تونس قبل انطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي يمكن أن يؤثر سلبًا على الناخبين ويهدد مسار العملية الانتخابية.

وأضاف الهيشري، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن المعركة الانتخابية التي بدأت مبكرًا انطلقت من المنابر الإعلامية إلى الشارع، وهو ما يفسر وجود حملات إعلانية واضحة تم تعليقها في ظروف غامضة ودون علم من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.