مصدر: أوكرانيا تقصف البنية التحتية النفطية الروسية في بحر قزوين
علقت دوائر سياسية في تل أبيب على زيارة الموفد الأمريكي توم باراك، اليوم الاثنين، إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنها تحمل رسائل حاسمة، تتعلق بجس نبض تجاوب إسرائيل مع الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة غزة.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن "باراك لم يعد مجرد ضيف أمريكي، يأتي لمراقبة نتنياهو وسياساته، بل وصل إلى إسرائيل حاملًا "ساعة رملية"، وتفويضا واضحا: تمهيد الطريق أمام لقاء القمة المرتقب أواخر الشهر الجاري بين نتنياهو وترامب في ميامي".
وتركز مباحثات زيارة باراك على غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي يُفترض فيها توسيع نطاق وقف إطلاق النار المؤقت والهش، وصياغة ترتيب أمني وسياسي آمن ودائم.
ويتضمن النموذج الذي تروج له الولايات المتحدة، إنشاء قوة استقرار دولية، تحت قيادة أمريكية، تُمكّن من نزع سلاح حماس تدريجيًا، وتشكيل حكومة بديلة.
وقبل عروج نتنياهو إلى ميامي، يسعى المسؤول الأمريكي خلال زيارته الراهنة إلى وضع النقاط على الأحرف فيما يتعلق بإشكالية نشر قوات تركية في القطاع؛ فباراك يعتزم حلحلة القضية وهو يعتقد أن تركيا يجب أن تكون جزءًا من قوة الاستقرار، نظرًا لقدراتها العسكرية وقنوات نفوذها في غزة.
وفي إسرائيل يعتبرون الخطوة "خطا أحمر"، بداعي وجود علاقات بين أنقرة وحماس، بينما تؤكد الشواهد على الأرض رغبة إسرائيلية في عرقلة مسار المرحلة الثانية، وتصفيتها ذاتيًا من خلال إثبات فشل أفكارها المطروحة، إذ تعتبر التزامها ببنود الخطة "كابوسا مزدوجا" يمكنه تفكيك ائتلاف اليمين الإسرائيلي من الداخل، ويمنح حماس البقاء في القطاع، ويحول دون نزع سلاحها، بحسب صحيفة "معاريف".
وفي ظل هذا الواقع، يواجه نتنياهو معضلة خلال مباحثاته مع توم باراك: الموافقة على المرحلة الثانية من خطة غزة، أو التمسك بما يعتبره "ثوابت أمنية".
ووفقًا لتعبير "معاريف"، "نفد صبر ترامب، وأوفد باراك المقرب منه لمعرفة ما إذا كان نتنياهو شريكًا يُمكن بناء المرحلة التالية عليه، أم قائدًا يفضل إبقاء الساحة مفتوحة".
وإذا كانت الصورة لن تتضح إلا خلال قمة نتنياهو وترامب في ميامي، لكن المؤشرات الأولى لن تغيب عن مباحثات زيارة توم باراك إلى إسرائيل، اليوم الاثنين.
ويلتقي توم باراك خلال الزيارة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، في ظل تزايد الضغوط الأمريكية للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة الرئيس ترامب في قطاع غزة، والتوترات المستمرة في لبنان، وعلامات الاستفهام المفتوحة في الساحة السورية.
وتتزامن الزيارة مع اتساع الفجوة بين إسرائيل والواقع اللبناني، إذ يواصل "حزب الله" تعزيز تموضعه العسكري في جنوب لبنان، بينما تستمر إسرائيل في مهاجمة أهدافه العسكرية.
يصل باراك إلى هذه المنصة برسالة أمريكية واضحة: لا يمكن لضبط النفس الإسرائيلي أن يكون بمعزل عن الواقع.
وتتوقع واشنطن خطوات ملموسة من بيروت، تتمثل في تعزيز سيطرة الجيش اللبناني في الجنوب، والحد من حرية "حزب الله" في التحرك، والاستعداد لتحمل المسؤولية الأمنية.
في المقابل، توضح إسرائيل أنها لا تنوي الاكتفاء بالتصريحات أو الإدانات البعيدة، طالما بقي التهديد قائمًا عبر الحدود.