logo
العالم العربي

تونس.. هل تحل "العودة الطوعية" أزمة الهجرة غير الشرعية؟

تونس.. هل تحل "العودة الطوعية" أزمة الهجرة غير الشرعية؟
مهاجرون غير شرعيون في تونسالمصدر: أ ف ب
07 نوفمبر 2024، 6:53 ص

أثارت دعوة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تأمين العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين الموجودين في بلاده إلى دولهم تساؤلات، حول ما إذا كانت هذه الخطة ستشكل حل لأزمة المهاجرين هناك.

وقال الرئيس سعيد على هامش إشرافه على اجتماع لمجلس الأمن القومي إن: "تونس قدمت ما يمكن تقديمه بناء على القيم الإنسانية وتحملت الكثير من الأعباء ولا يُمكن أن يتواصل الوضع على ما هو عليه، هذا فضلًا عن أن تونس هي بدورها من ضحايا نظام اقتصادي عالمي غير عادل وأن المهاجرين غير النظاميين هم بدورهم من ضحاياه، والمنظمات الدولية المعنية تكتفي في أغلب الأحيان بالبيانات".

وطالب بـ "ضرورة مضاعفة العمل على المستوى الدبلوماسي لتأمين العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين الموجودين على التراب التونسي إلى بلدانهم الأصلية في أقرب الأوقات".

حل ترقيعي

ولا يوجد في تونس أرقام رسمية حول المهاجرين غير النظاميين، لكن السلطات تُقدرهم بالآلاف الذين يتمركزون بشكل رئيس في مدن، مثل: صفاقس جنوب البلاد، والعاصمة تونس، وأريانة، وغيرها.

وقال الناشط السياسي المهتم بالهجرة، مجدي الكرباعي، إن "هذه الخطط هي بمثابة استنساخ للسياسات الإيطالية تجاه الهجرة وهي حل ترقيعي لا يمكن أن يكون لها تأثير على حل أزمة الهجرة التي تعرفها البلاد".

وأضاف الكرباعي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "هناك إجراءات تتخذها السلطات التونسية سيكون لها تأثير سلبي على مستوى تزايد أعداد المهاجرين فيها على غرار غلق الحدود والتصدي لهؤلاء من أجل منعهم من الوصول إلى السواحل الإيطالية".

وأكد أن: "المهاجرين الذين يتم ترحيلهم من تونس نحو دولهم سيعودون مجددًا إلى تونس حسب اعتقادي؛ ما يعني أن الأزمة ستكون متجددة".

أخبار ذات علاقة

أحد أفراد خفر السواحل التونسي

"مأساة".. انتشال 15 جثة لمهاجرين قبالة السواحل التونسية

 

غموض

ومعظم المهاجرين الذين يتوافدون على تونس ينحدرون من جنسيات أفريقية، مثل: ساحل العاج، والنيجر، وغيرهما، ويسعون إلى الوصول إلى السواحل الأوروبية بعد أن فروا من دوامة الفوضى الأمنية والسياسية في دولهم.

وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن: "هناك غموضًا يلف تفاصيل الترحيل بصرف النظر عن تسميته سواء أكان طوعيًّا أم قسريًّا، ذلك أنه من غير الواضح ما إذا كانت تونس لديها اتفاقات مع الدول المعنية من أجل تأمين تلك العودة".

وأوضح العبيدي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "في اعتقادي لا يمكن أن تكون هذه الإجراءات وحدها بمنزلة حلٍّ لأزمة الهجرة، فليبيا على سبيل المثال اعتمدت لسنوات على عمليات ترحيل المهاجرين نحو دولهم ولا يزال الآلاف الآن محتجزين لديها، بالتالي أعتقد أن على السلطات إعادة صياغة خططها لحسم هذا الملف".

وأنهى حديثه بالقول إن: "تونس عليها أن تفاوض بقية القوى المعنية بهذه القضية، مثل: إيطاليا، من موقع قوة وعدم تكرار أخطاء الماضي والقبول بصد المهاجرين؛ لأن أعدادهم ستتزايد وستتحمل أعباء بالفعل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC