وليد قاسم
مع الحرب الدائرة الآن في لبنان، عادت إلى الواجهة من جديد مصادر تمويل ميليشيا حزب الله، والأسباب التي أدت إلى هيمنته وقوته وقدراته المالية، ودور تجارة المخدرات في هذا التمويل.
وبينما تعد إيران الممول الرئيسي والمعروف عالميا لميليشيا حزب الله، تبقى تجارة المخدرات مصدر التمويل الأساسي الآخر حسب ما تثبته العشرات من التحقيقات الأمنية والإعلامية العالمية.
وكشفت مصادر لـ"إرم نيوز" حقيقة تصنيع وتجارة ميليشيا حزب الله للمخدرات والحبوب المخدرة ليس فقط في لبنان بل حول العالم مع معلومات خاصة تنشر لأول مرة.
زراعة وتصنيع المخدرات
وفي هذا الصدد يقول صلاح منصور، وهو عنصر سابق في ميليشيا حزب الله، وينحدر من منطقة البقاع في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "ميليشيا حزب الله ومنذ انتشارها في مناطق البقاع والهرمل المشهورة بزراعة وتصنيع وتجارة المخدرات قام بفرض نفوذه على المزارعين، وكل من يتعاطى هذه التجارة، إما بالقوة أو بالعلاقات الودية مع كبار التجار والعشائر التي تمتلك المساحات المزروعة بالحشيش والأفيون".
ويضيف منصور، أن "ميليشيا حزب الله فرض شروطا تمثلت بحقه في الحصول على كامل الإنتاج وقتما يشاء، وفي بعض الحالات يسمح للتجار بالقيام بصفقاتهم مقابل 60% من الأرباح تعود للحزب، ومع زيادة قوة الحزب على الأرض وسيطرته شبه الكاملة على المطار والمرافئ والمعابر الحدودية أصبح مسيطرا بشكل تام على جميع عمليات التهريب، ويتحكم بها، خاصة بعد إشرافه الشامل على تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة التي حاول إغراق منطقة الخليج بها".
صفقة "ملك الكبتاغون"
ويؤكد منصور أن "ميليشيا حزب الله وبعد تصاعد الاحتجاجات من بعض دول المنطقة بسبب قضية المخدرات والكبتاغون، نقل جزءا كبيرا من عملية التصنيع إلى سوريا لإبعاد الشبهات، وسلّم للقضاء اللبناني بعض التجار المحليين، وأبرزهم المدعو حسن دقو الملقب بـ"ملك الكبتاغون"، الذي كان يحظى وبشكل علني بحماية أمنية من عناصر أمن ميليشيا حزب الله، والذي تم الحكم عليه السجن لسبع سنوات مع الأشغال الشاقة بجرم تصنيع مادة الكبتاغون وتصديرها إلى الخارج مع تغريمه مبلغا من المال".
ويشير منصور إلى أن "ميليشيا حزب الله يقوم بحرق بعض الأسماء لذر الرماد في العيون فقط لا غير في محاولة لإبعاد الشبهات عنه".
وتقول مصادر مقربة من ميليشيا حزب الله لـ"إرم نيوز"، إن "الحزب ومنذ بدء تمدده على الأراضي اللبنانية بشكل كامل، وسيطرته على زراعة وتجارة المخدرات بأنواعها، قام بزرع عدد من مناصريه حول العالم، قسم منهم كان في الخارج من الأساس، وقسم آخر جرى إعداده وتدريبه وإرساله، وكانت مهمة هؤلاء الاستقرار وفتح شركات ومد شبكة علاقات واسعة في البلدان التي استقروا فيها، وتم تمويلهم بشكل كبير لتقديمهم كرجال أعمال، وتم التركيز على بعض الدول الأوروبية (ألمانيا وفرنسا)، ودول أمريكا اللاتينية خاصة دول المثلث الذهبي (الباراغواي والأرجنتين والبرازيل) بالإضافة إلى كولومبيا".
وتضيف المصادر أن "المرحلة الثانية تمثلت بالسيطرة على تجارة المخدرات، والقيام بصفقات عالمية تعود أرباحها إلى خزائن ميليشيا حزب الله بعد مرورها بسلسلة معقدة من غسلها".
خضر غصن "العقل المدبر"
وتكشف المصادر أن "العقل المدبر في الوقت الحالي موجود في الباراغواي يدعى خضر غصن، وذلك بعد سقوط العديد من الرؤوس التي كانت تعمل قبله بيد السلطات الأمنية في المثلث الذهبي أو في بعض الدول الأوروبية كموسى حمدان الذي تم القبض عليه في الباراغواي والذي كان يرتبط بعلاقة صداقة وثيقة مع غصن، بالإضافة إلى سامر ورضا عقيل وأحمد أسعد بركات وحسن منصور الذين تم توقيفهم أيضا".
وأشارت المصادر إلى أن غصن الذي ينحدر من عائلة فقيرة جدا تم إعداده في لبنان وأرسل إلى الخارج تحت ستار الالتحاق بأحد أقربائه من ناحية والدته للعمل في تجارة الملابس الجاهزة، لكن سرعان ما انكشف الغطاء، خاصة بعد ظهور مظاهر الثراء الفاحش واستعانته بشقيقيه ماهر وجهاد للعمل معه، مع الإشارة إلى تورطه بشكل أساسي في الترويج لمادة تسمى بالكوكايين الأسود، وهي طريقة يتم تمويه المواد المخدرة من خلالها لتغيير لونها ورائحتها حتى لا يتم كشفها من قبل الكلاب البوليسية".
وبالإضافة إلى عمله بتجارة المخدرات في المثلث الذهبي يقوم غصن بعمليات استيراد وتصدير للبضائع المقلدة والمزورة خاصة الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر، ويعاونه في لبنان أحد قياديي ميليشيا حزب الله، ويُدعى محمد حجازي، الذي يعتبر من أهم قياديي ميليشيا حزب الله العسكريين في الوقت الحالي.