ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
لأول مرة منذ 15 يوماً حظيت الشابة الفلسطينية دارين أبو جامع بفرصة للنوم، لأول مرة، على فراش ووسادة، بعد أن قضت الأسبوعين الماضيين على الأرض، ما يسلط الضوء على حجم المعاناة التي يواجهها النازحون في غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية.
وقالت أبو جامع لـ"إرم نيوز" إنها "لم تكن تتخيل أن تمر بهذه التجربة القاسية مع عائلتها بعد أن اعتادت على حياة مرفهة في كل تفاصيلها"، واستدركت: "لكن هذه الحرب دمرت كل شيء وحرمتنا من أبسط مقومات الحياة بشكل لا يمكن وصفه".
وأضافت: "نزحنا من منزلنا في خانيونس مع اشتداد القصف الإسرائيلي .. كان المشهد مؤلماً للغاية. عشرات الآلاف يتحركون معاً باتجاه المجهول .. بحثنا مطولاً عن مكان للإيجار ولم نجد، وذهبنا إلى مراكز الإيواء ووجدناها قد تكدست في ظروف معيشية مأساوية".
وتابعت أبو جامع: "اخترنا البقاء في الشارع وبناء خيمة نحن وعدد من أقاربنا الذين نزحوا إلينا من مدينة غزة، وكانت الأيام الأولى للنزوح صعبة جداً: تصور أنك تجلس في الشارع، وتنام في الشارع، وتطهو الطعام في الشارع، والجميع حولك في مشهد لم أتخيله في أكثر كوابيسي سوءاً".
وقالت: "في البداية كنّا نرفض تناول الطعام المكشوف الذي يبيعه الباعة المتجولون، وحاولنا الحصول على مواد غذائية لطهيها ولم نجد، ولكننا في النهاية استسلمنا للأمر الواقع".
وأشارت إلى أن هذه الظروف المعيشية أصابت الكثير من العائلات بأمراض معوية بسبب انعدام متطلبات النظافة والاكتظاظ، فضلاً عن الأمراض النفسية.
وقالت "كنت أصوم عن الطعام حتى لا اضطر للوقوف على أبواب الحمامات العامة التي يقف على أبوابها مئات النازحين".
وختمت الشابة الغزّية حديثها: "الوضع المأساوي الذي نعيشه في قطاع غزة لا يمكن وصفه أو تحمله، الجميع هنا فقد آدميته وقدرته على المواجهة ولم يعد هناك مجال للتحمل أكثر، ما نتعرض له هو عمليات إبادة جماعية ومجازر وتشريد وسط صمت عالمي وقطع الاتصالات والإنترنت وعزل عن العالم الخارجي".
ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ويقول سكان إن من المستحيل العثور على ملاذ أو طعام في القطاع، حيث قُتل زهاء 20 ألف شخص بالفعل مع احتدام الصراع.