قال تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "المستقبل لا يزال مجهولًا رغم التوصل إلى اتفاق مبشر لغزة والشرق الأوسط والعالم".
ورغم أنه قد لا يكون هناك فائزون في الحرب، لكن التاريخ يشير إلى أن المقاتلين غالبًا ما يكونون حريصين على إقناع العالم بخلاف ذلك، وفق رأي الصحيفة.
وأضافت أن انتهاء الصراع الذي دام 15 شهرًا في غزة قد يكون استثناءً، حيث كانت التضحية عظيمة، والبؤس كاملًا، إلا أن المستقبل النهائي لغزة غير مؤكد لدرجة أن قِلة من الناس يستطيعون أن يزعموا على وجه اليقين أن كل هذا كان يستحق العناء.
ورجحت الغارديان أن يفيد الصراع أمن إسرائيل في الأمد البعيد، لكن الضرر الذي يلحق بسمعة إسرائيل سيستمر لعقود من الزمن.
وأشارت إلى أنه كان من الواضح أن الشخصيات الرئيسية في السياسة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقابلاتهم الأخيرة وخطبهم أثناء استعدادهم لمغادرة مناصبهم، كانت تنظر غالبًا إلى ما هو أبعد من غزة، حيث تحول الدبلوماسيون الغربيون إلى ما قد تكون عليه العواقب الوخيمة للحرب بالشرق الأوسط الأوسع.
ولفتت الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي المنتهية ولايته، جيك سوليفان، ترك الباب مفتوحًا لحالة من عدم اليقين.
وقال سوليفان: "أعتقد أنه من المبكر جدًا التنبؤ، لأنه حتى عندما تحدث أشياء جيدة، فهناك أشياء سيئة في الأفق، وهذا صحيح في السياسة الخارجية؛ وهو صحيح بشكل خاص في الشرق الأوسط".
وبالمثل، زعم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن التغيير في الشرق الأوسط غالبًا ما يكون مختلفًا عما يبدو عليه، إذ يرى في أفضل الأحوال "نافذة تاريخية من الفرص".
وذهبت الصحيفة إلى أن عودة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، ربما ساعدت في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوقف إطلاق النار، ولكن ليس على سلام معين.
ومن غير المرجح أن يتبنى ترامب خطة بلينكن لإنشاء سلطة فلسطينية مُصلحة وخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة للإشراف على حكم غزة والضفة الغربية الموحدتين، وفق الصحيفة.
وقالت إن إسرائيل ستخاطر بفراغ أكبر من خلال العمل على التزامها بعدم التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والمنظمات غير الحكومية الأخرى.
وفي حين أن إضعاف إيران ربما يكون التأثير الإقليمي الأكبر للحرب في غزة، لن يتسنى لنتنياهو والجيش الإسرائيلي أن يزعموا بأنهم غيروا مسار الحرب وطبيعتها إلا إذا اتسع نطاق المنظور بعيدًا عن غزة، وذلك من خلال اتخاذ قرار بتوسيع نطاق الحرب بتكثيف الهجمات على ميليشيا حزب الله والأهداف الإيرانية، وفق الصحيفة.
وخلُصت إلى أن إسرائيل تحتاج وقف الحرب كما تحتاجها الأطراف الأخرى، فرغم أنها قد لا تواجه بعد الآن محور المقاومة الإيراني القوي ذات يوم، لكنها بالكاد محاطة بالمتعاطفين معها.
