مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

رسالة دموية للخصوم.. كيف يؤثر اغتيال المشهداني على الانتخابات العراقية؟

المرشح للانتخابات العراقية المغتال صفاء المشهدانيالمصدر: إكس

أثارت واقعة اغتيال عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة عن تحالف السيادة صفاء المشهداني، فجر الأربعاء، صدمة سياسية وشعبية واسعة، وفتحت الباب أمام مخاوف من انزلاق المشهد الانتخابي إلى مربع العنف والفوضى.

ووفق بيان لقيادة عمليات بغداد، فإن عبوة ناسفة لاصقة كانت مزروعة أسفل سيارة المشهداني انفجرت أثناء وجوده داخلها في منطقة الطارمية شمالي العاصمة، ما أسفر عن مقتله وإصابة أربعة من مرافقيه.

وأعلنت السلطات تشكيل لجنة تحقيقية عليا بإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة، فيما طالب رئيس البرلمان محمود المشهداني بتشكيل لجنة برلمانية خاصة للتحقيق في الحادث الذي وصفه بـ"العمل الإرهابي الجبان".

وتساءل مراقبون عن انعكاسات الحادث على العملية الانتخابية، لا سيما أن المشهداني كان من الوجوه المعروفة في مناطق شمال بغداد، وسبق أن نجا من محاولة اغتيال عام 2022 أدت إلى بتر ساقه.

أخبار ذات علاقة

صفاء المشهداني

مناهض للميليشيات في العراق.. من هو ضحية الاغتيال صفاء المشهداني؟

ضربة للثقة بالانتخابات

ويرى متابعون أن اغتياله يوجه ضربة خطيرة لثقة الشارع بالعملية الانتخابية، خصوصاً في المناطق التي تشهد تنافساً محموماً بين الكيانات السنية، وسط ضعف الإجراءات الأمنية في أطراف العاصمة.

وأوضح الخبير الأمني والاستراتيجي سيف طالب، أن "اغتيال المرشح صفاء المشهداني يمثل عملية اغتيال سياسية مكتملة الأركان، نفذت بواسطة عناصر متخصصة تمتلك معلومات دقيقة عن تحركاته ومكان جلوسه داخل المركبة".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "العبوة اللاصقة تعد من أكثر الأساليب دقة وخطورة في عمليات الاغتيال، وغالباً ما تستخدم ضد الشخصيات العامة ذات التأثير الاجتماعي والسياسي، ما يرجح أن الجهة المنفذة أرادت إرسال رسالة دموية للمرشحين الآخرين في المناطق المتوترة مثل الطارمية وجرف الصخر".

وأشار إلى أن "التحقيقات يجب أن تبدأ من فريق الحماية الشخصية للضحية، ومعرفة أسباب ترك المركبة دون تأمين، والتحقق من احتمالية وجود تواطؤ أو اختراق أمني مكن الجناة من زرع العبوة تحت العجلة".

ويؤكد مراقبون أن الجريمة جاءت في توقيت حساس، إذ تشهد المحافظات السنية سباقاً انتخابياً محتدماً بين تحالفات "السيادة" و"العزم" و"الإعمار والتنمية"، في ظل تزايد استخدام الخطاب التعبوي وعودة لغة التخوين بين الخصوم، وهو ما يرفع منسوب التوتر الأمني والسياسي.

أخبار ذات علاقة

النائب العراقي صفاء المشهداني

العراق.. السوداني يأمر بتشكل لجنة تحقيق في اغتيال صفاء المشهداني

قلق من موجة اغتيالات

ويخشى مرشحون أن تكون الحادثة مقدمة لموجة اغتيالات تستهدف وجوهاً بارزة أو مرشحين مستقلين معروفين بمواقفهم المناهضة للميليشيات المسلحة، خاصة بعد عودة النشاط السياسي المكثف لتلك الجماعات في مناطق حزام بغداد وديالى وصلاح الدين.

من جانبه، يرى الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي أن "اغتيال المشهداني يُعد مؤشراً على انكشاف البيئة الانتخابية، ويؤكد أن التنافس لا يجري على البرامج بقدر ما هو صراع نفوذ ومناطق".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "مثل هذه الحوادث تضعف ثقة المواطن في صناديق الاقتراع، وتزيد من احتمالات العزوف الشعبي، الأمر الذي قد ينعكس على نسب المشاركة وشرعية النتائج المقبلة".

ويشير التميمي إلى أن "المشهد السياسي بعد حادثة الطارمية سيشهد ضغوطاً على الحكومة والقوى الأمنية لتأمين العملية الانتخابية بشكل صارم، فاغتيال مرشح في هذه المرحلة ليس حدثاً عابراً، بل تهديد مباشر لمسار الانتخابات وحق العراقيين في الاختيار".

أخبار ذات علاقة

فيديو

جريمة سياسية تهز بغداد.. كيف اغتيل المرشح البرلماني صفاء المشهداني؟

وتُعدّ هذه الجريمة أول عملية اغتيال سياسي في العراق منذ سنوات، إذ لم يشهد البلد حادثة مماثلة تستهدف مرشحاً أو مسؤولاً سياسياً بهذا الشكل منذ انتهاء موجة الاغتيالات الواسعة التي أعقبت احتجاجات عام 2019.

ويعيد الحادث إلى الأذهان سنوات الفوضى التي كانت فيها العبوات اللاصقة وسيلة لتصفية الخصوم وإرسال الرسائل السياسية الدموية، في وقت كانت البلاد تأمل أن تطوي صفحة العنف الانتخابي وتنتقل إلى منافسة أكثر استقراراً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC