طالب وزير الإعلام الفلسطيني السابق، نبيل عمرو، حركة حماس التوقف عن انتظار ضمانات أمريكية حاسمة والذهاب بأسرع ما يمكن إلى كل ما سيؤدي لوقف الحرب، وأن تراعي عامل الزمن، وألا تعلق آمالا كبيرة على الضمانات من الرئيس دونالد ترامب؛ لأنه يتميز بـ"المزاج المتقلب".
ويرى عمرو، في حوار مع "إرم نيوز"، أن مسار مفاوضات شرم الشيخ من المحتمل أن يشهد نجاحا يتعلق بالجزء الأول من مبادرة ترامب فيما يخص وقف إطلاق النار وعملية تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
وأوضح عمرو، أن "تعامل حماس يحمل إهمالا ملحوظا لعامل الوقت؛ إذ أنها تتلكأ في إنهاء الحرب وإنجاح التسوية، لذلك فإنه يجب النظر إلى عامل الوقت بعناية أكبر".
وتاليا نص الحوار:
هل تتوقع أن المفاوضات هذه المرة قادرة على إنهاء هذه الحرب المريرة أم سنصطدم بأزمة جديدة؟
في المسار الحالي للمفاوضات في شرم الشيخ، الممكن أو المحتمل أن ينجح الجزء الأول من مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب وهو وقف إطلاق النار ثم عملية التبادل؛ بمعنى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيلين مقابل الأسرى الفلسطينيين كما جاء في الخطة، هذه هي المرحلة الأسهل ولكن أيضا لا تزال محاطه بالكثير من الإشكاليات.
كيف رأيت خطة ترامب وهل هي قابلة للتنفيذ؟
بالطبع هي قابلة للتنفيذ، والدليل أنها الآن تحت التفاوض، وهناك احتمالات بإتمام المرحلة الأولى منها، ثم بعد ذلك إن تم ضغط جاد على نتنياهو ربما تمضي العملية بصورة جيدة وتتصاعد احتمالات النجاح، لذلك فإن الصعوبات التي تعترض المسار التفاوضي الآن، لا يملك أحد تذليلها سوى ترامب الذي يعتبر العراب والحليف الأكبر لنتنياهو وجرائمه، وحكومته اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
ما أكثرُ العراقيل التي تجدها حاضرة في هذه المفاوضات؟
العراقيل التي تعترض المفاوضات القائمة على مبادرة ترامب، هي البرنامج الإسرائيلي الذي يتبناه نتنياهو واليمين في حكومته، والذي يعتمد على استمرار الحرب لحين قدوم الانتخابات بعد سنة تقريبا، هذه أهم العراقيل التي ربما يكون جميعها مفتعلة.
من الضروري توخي الحذر بعد تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث من الممكن أن تنشأ إشكاليات كبرى حول مساحة الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وأيضا مساحة المنطقة العازلة التي تريد إسرائيل أن تقيمها في القطاع، وبعد ذلك النقطة المتعلقه بحكم غزة، وهو الأمر الذي لا يزال غير محسوم، هل هي السلطة التي ستقوم بذلك أم عبر ترتيب دولي؟، في تقديري أن هذه الأمور نقاط قائمة قد تعطل مسار خطة ترامب المقدمة.
كيف ترى تعامل حركة حماس مع هذه المفاوضات والضمانات التي تتمسك بها للسير في الاتفاق؟
تتعامل حماس بإهمال ملحوظ لعامل الوقت، كل يوم يجري فيه التلكؤ في إنهاء الحرب وإنجاح التسوية، يقتل المئات من الفلسطينيين، لذلك يجب النظر إلي عامل الوقت بعناية أكبر، فضلا عن موضوع آخر، أن حماس تهدر وقتا طويلا في محاولة الحصول على ضمانات، والضمانات مطلوبة من واشنطن، والأمريكيون لا يقدمون ضمانات حتى لو نطقوا بهذه المفردة، والحال نفسها أن الإسرائيليين لن يفعلوا ذلك، إذن، على حماس التوقف عن انتظار ضمانات أمريكية حاسمة بشأن ما تطلب وعليها الذهاب بأسرع ما يمكن إلى كل ما سيؤدي الى وقف الحرب، وأن تنتبه لعامل الزمن، وألّا تعلق آمالا كبيرة على ضمانات أمريكية تطالب بها.
هل تحيط بك مخاوف بأخذ إسرائيل الأسرى وعودة الحرب؟
مادام الطرف الآخر في العملية القائمة الآن نتنياهو وحكومته اليمينة، ومادام أن العراب الأكبر هو الرئيس ترامب المعروف عنه أن مزاجه يقوده ويتقلب ويتخبط ويتغير ويفاجئ الجميع وهكذا، لذلك تكون المخاوف قائمة دائما، بأن يكون قبل أو بعد عودة المحتجزين الإسرائيلين ثمة تصعيد من نتنياهو.
الأمر ليس مرتبطا بالمحتجزين بالنسبة للإسرائيلين أو بالتحديد نتنياهو، المجريات تتعلق بلعبة السلطة من جانبه، إذا كان نتنياهو مصمما على الاستمرار حتى نهاية عهده وأن تتجدد ولايته مرة أخرى في الانتخابات القادمة، فلن يتورع عن إيجاد وسائل لاستمرار الحرب أو استئنافها، لذلك تظل المخاوف قائمة.
ما أكثرُ البنود التي تراها صعبة التحقيق أو ترفضها؟
البنود التي أراها صعبة التحقيق، هي الانسحابات الإسرائيلية الكاملة في فترة زمنية قصيرة، ربما يكون هناك انسحاب ولكن على مدى بعيد، وأيضا المطالبة بأن يتم الانسحاب مع آخر محتجز، حيث لا أعتقد أن تتم تلك النقطة بهذه الصورة، إضافة إلى إمكانية خروج حماس من غزة، لاسيما أمور المقاتلين وتسليم السلاح، هذه مسألة ستجد صعوبات إن لم تكن سياسية فستكون لوجيستية، ومع ذلك كل شيء قابل في حال توفر الإرادة السياسية للتجاوز.