قال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "إطلاق حركة حماس صواريخ تجاه إسرائيل بمثابة رسالة ضغط عسكري ورد على الضغط الممارَس من جانب الجيش الإسرائيلي على غزة وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق".
وأوضح الشرقاوي لـ"إرم نيوز" أن "حماس بهذه العملية تؤكد قدرتها على مواصلة القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وأنها لم تفقد قدراتها العسكرية، خاصة الصاروخية منها، التي تُعَدّ من أكثر الأسلحة التي تؤرّق إسرائيل" وفق تعبيره.
وأضاف أن "الحركة تحاول تأكيد أن توسيع العمليات العسكرية في غزة سيقابله توسيع وتكثيف إطلاق الصواريخ، وأنه على الرغم من طول أمد الحرب، فإن الحركة ما زالت تحافظ على قدراتها العسكرية، ويمكنها مواصلة القتال".
وتابع: "سيكرر الجناح المسلح للحركة إطلاق الصواريخ النوعية ولمدى أبعد من السابق، وربما يُقدِم على قصف تل أبيب، وهو الأمر الذي سيؤكد من خلاله أنه استأنف تأهيل القدرات العسكرية"، مبينًا أن ذلك سيكون سببًا في رفع وتيرة القتال.
وقد أطلق الجناح المسلح لحركة حماس "كتائب القسام"، الاثنين، عددًا من الصواريخ من وسط قطاع غزة باتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، ما أدى إلى إصابة عدد من الإسرائيليين، ما يثير التساؤلات حول الأهداف التي تسعى الحركة لتحقيقها من ذلك.
وعلى الرغم من استئناف إسرائيل القتال ضد الحركة والفصائل المسلحة في غزة، يتجنب الجناح المسلح لحماس الدخول في مواجهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يشير إلى رغبة الحركة في التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
كما يأتي إطلاق الصواريخ النوعية من حماس في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات التهدئة تعثرًا، خاصةً أن الوسطاء لم يتمكنوا من إقناع الجانبين بالمضي قدمًا في المباحثات التي يمكن أن تؤدي إلى اتفاق جديد، ما يرجّح سيناريو استمرار الحرب في غزة.
من جانبه، قال الخبير في الشأن السياسي، أنطوان شلحت، إن "إطلاق الصواريخ رسالة سياسية لإسرائيل والوسطاء فيما يتعلق بضرورة التوصل إلى اتفاق للتهدئة ووقف القتال"، لافتًا إلى أن حماس تحاول التهرب من الضغوط التي تُمارَس عليها.
وأوضح شلحت لـ"إرم نيوز" أن "تلك الضغوط تأتي لدفع الحركة للقبول بالشروط الإسرائيلية للتهدئة، وهو الأمر الذي ترفضه حماس"، مبينًا أن إطلاق الصواريخ جاء لدفع إسرائيل نحو توسيع دائرة القتال والانسحاب من مفاوضات التهدئة.
واعتبر أن "حماس ستعمل على التهرب من ضغوط الوسطاء إلى الأمام عبر تنفيذ جناحها المسلح عمليات إطلاق الصواريخ"، مشددًا على أن ذلك سيكون سببًا في إجراءات انتقامية من الجيش الإسرائيلي، وهو ما سيفشل أي ضغوط على الحركة.
لكنه أكد أنه "دون التوصل إلى حل وسط بين حماس وإسرائيل، فإن الفجوة في مفاوضات وقف إطلاق النار ستتسع، وسيكون السيناريو الأقرب هو العودة إلى مواجهة عسكرية ستكون الأعنف منذ بداية الحرب على غزة"، وفق تقديره.