قال مراقبون إن موجة تحريض بدأتها جماعة الإخوان المسلمين في دول عربية من بينها مصر والأردن وأسهمت حركة حماس في تأجيجها تسببت بانتقادات فلسطينية.
وقال هؤلاء إن "حركة حماس وجماعة الإخوان اتهمتا مصر بإغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات لقطاع غزة، رغم قول القاهرة إن المعبر مفتوح من الجانب المصري، وإن الجانب الآخر منه مغلق بسبب احتلال إسرائيل له".
ويرى فلسطينيون أن "الحركة باتت تحاول تصدير الأزمة التي تعيشها وتحميل أطراف أخرى مسؤولية المعاناة التي يكابدها الفلسطينيون".
ويرى الناشط الفلسطيني أمجد أبو كوش أن "حماس وأذرع جماعة الإخوان تحاول التحريض على مصر والأردن، لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة".
وقال أبو كوش لـ"إرم نيوز": "الهدف الأول تصدير الأزمة وتخفيف الضغط الداخلي، خصوصًا أن حماس تدرك أن شعبيتها بدأت تتآكل بعد كارثة 7 أكتوبر وما تلاها من دمار في غزة، وضعف في الإنجاز السياسي أو العسكري، لذا تسعى إلى توجيه الغضب الشعبي الداخلي نحو الخارج".
وأضاف: "تهدف الحملة كذلك لتنمية خلق بيئة معادية ضد الأنظمة القومية، وهذا الهدف لحماس هو جزء من تكوينتها الإخوانية التي ترى الدولة الوطنية -خاصة مصر والأردن- عقبة أمام مشروعها العابر للحدود، لذا تسعى إلى شيطنتهما أمام الجماهير، وتقديم نفسها وبالطبع -الإخوان من خلفها- كبديل مقاوم، يفهم القضية أكثر من تلك الأنظمة" وفق تعبيره.
وتابع أبو كوش أن "حماس تريد إلقاء مسؤولية فشلها على الآخرين، وتفعل ذلك بشكل ممنهج، من أجل الهروب من المحاسبة أولًا، فهي لا تستطيع الاعتراف بفشلها لا في الحكم ولا في التخطيط العسكري ولا في حماية المدنيين".
وقال إن "حماس والإخوان لا يسعون فقط لتحرير فلسطين كما يدعون، بل في مقدمة أهدافهم ونشأتهم تفكيك الدولة الوطنية وتأليب الشارع العربي ضد حكومته خدمة لمشروع أيديولوجي يهدف للسيطرة لا للتحرير".
وأضاف: "للأسف حماس تنسى أن مصر ليست دولة خارجية بل شريان غزة الأهم، وأن استعداءها يضر بالفلسطينيين، وهذا الانفصال المتكرر عن الواقع الشعبي يشير إلى أن الحركة باتت ترى العالم من منظار أيديولوجي لا وطني كما عادتها دائمًا، وتحاول من خلال هذا التحريض الهروب من مسؤولية فشلها الداخلي" وفق تعبيره.
ويقول الخبير في الشأن السياسي عاهد فروانة إن "حملة تشويه مصر والأردن من قبل أذرع الإخوان هدفها حرف الأنظار عن أسباب مسؤولية ما جرى في قطاع غزة من قبل حركة حماس التي فشلت في إدارة الأزمة في غزة" وفق تعبيره.
وأضاف فروانة لـ"إرم نيوز": "الآن الحركة تبحث عن شماعة تعلق عليها هذا الفشل، بعد انهيار الجبهة الداخلية وحالة العوز والنزوح وعدم توفر الخدمات في قطاع غزة".
وتابع: "صحيح أن كل ما حدث في غزة بسبب الاحتلال وحرب الإبادة، لكن كان يفترض أن من يتولى قيادة غزة أن يجد خططًا بدلاً من إلقاء الفلسطينيين أمام مصير مجهول".
وقال إن "حماس تحاول التهرب من المسؤولية، وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وتشتيت الانتباه عن مسؤولية إسرائيل عن كل ما يجري في غزة".
وأضاف فروانة: "هذه الدعوات تحرف الأنظار عما يجري في قطاع غزة، وتخلي مسؤولية إسرائيل عن حرب الإبادة والمجاعة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني، عبر تحميل دول عربية مسؤولية ما يجري".
