تدرس إسرائيل تعميق احتلالها لأراضٍ سورية لما هو أبعد من مرتفعات الجولان، لكنها لم تقرر بعد ما هي المناطق التي ستسيطر عليها على الحدود السورية، وإلى متى سيتم الاحتفاظ بها، وفق موقع "باحيدير حاداريم".
ويوضح المستوى السياسي الإسرائيلي أن قرار تعميق سيطرة الجيش الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية جاء لمنع دخول قوات الفصائل المسلحة السورية إلى مناطق خطيرة على أمن إسرائيل.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر، إنه سيتقرر لاحقًا ما إذا كان سيتم توسيع المنطقة العازلة بشكل أكبر، كما حدث في نطاقات حدودية أخرى على مختلف حدود إسرائيل.
من جهتها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قوله إنه في الأيام المقبلة، "يعتزمون زيادة وتعميق الهجمات ضد أهداف استراتيجية في سوريا، قبل أن تقع في أيدي الفصائل".
ويوم الأحد، احتل الجيش الإسرائيلي موقع جبل الشيخ السوري، بعد انسحاب الجيش السوري منه.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الإجراءات الأمنية التي تتخذها إسرائيل بسبب صعود الفصائل السورية إلى السلطة.
وكان نتنياهو ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، قد أصدرا خلال زيارتهما للمناطق الحدودية مع سوريا، توجيهات للجيش الإسرائيلي، وبدعم كامل من مجلس الوزراء، للاستيلاء على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها.
وقال نتنياهو: "لن نسمح لأي قوة معادية بالتمركز على حدودنا".
ولاتزال إسرائيل تقلق من الصاعدين للحكم في دمشق، رغم الرسائل العديدة التي أرسلوها بعد سقوط نظام بشار الأسد، عبر تواصلهم مع مختلف الإعلام العبري، ورصد "إرم نيوز" بعضها في تغطيات سابقة.
وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنه مازال من السابق لأوانه الاحتفال بالإطاحة بالنظام السوري، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
وأضافت أنه "إذا لم تتدخل الولايات المتحدة لمساعدة سوريا وتحقيق الاستقرار فيها، فإن الأطراف الأخرى المعادية لإسرائيل ستتدخل بدلًا من ذلك".
وقالت إن "أبو محمد الجولاني ورجاله، ليسوا من كبار المعجبين بإسرائيل، ومن الضروري أن نرى ما سيحدث مع المنطقة الكردية خلال الأسابيع المقبلة".
وكشفت القناة الإسرائيلية أن تل أبيب على اتصال مع الدروز في سوريا، وإذا تطلب الأمر ستقدم لهم المساعدة، حتى لو اضطرت إلى تعميق دخولها إلى سوريا والبقاء هناك من أجل الحفاظ على السلام على الحدود، والحفاظ على أمن السكان.
وتمركزت قوات الجيش الإسرائيلي في نقاط رئيسية على الحدود لمنع اقتراب المسلحين نحو إسرائيل، إذ يحتفظ الجيش بحرية العمل الكاملة جوًا وبرًا في هذه المرحلة، بالتنسيق العسكري الكامل مع الولايات المتحدة، المراقبة لسلوك روسيا وتركيا هناك.
وبالإضافة إلى العملية البرية، هاجم الجيش الإسرائيلي جوًا، خلال الأيام القليلة الماضية، أهدافًا في درعا جنوبي البلاد، مرورًا بالعاصمة دمشق إلى ميساف في شمال سوريا.
وشملت المواقع المستهدفة، مخزونات الصواريخ قصيرة المدى، والصواريخ بعيدة المدى التي تم تدميرها في عموم سوريا.
ونفذت إسرائيل عشرات الهجمات خلال الساعات الأخيرة في سوريا، مبررة ذلك بأنه يهدف لإضعاف وتقليل جميع القدرات العسكرية للجيش السوري.
ومن وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فإن المساس بالقدرات العسكرية للجيش السوري، كان لمنع وقوع تلك القدرات في أيدي الآخرين، ومنع استخدام الأسلحة التي يتم تدميرها ضد إسرائيل في المستقبل، وبالذات منظومات الدفاع الجوية السورية، التي ظلت تقلق إسرائيل طوال السنوات الأخيرة.
