قال مصدر خاص ممن حضروا اجتماع الرئيس السوري، أحمد الشرع، مع وفد محافظة اللاذقية الساحلية، إن الشرع وعد بأن الوضع في المحافظة وفي سوريا بشكل عام يتجه إلى التحسن، وأن على السوريين الصبر لبعض الوقت.
وأشار المصدر نقلا عن الشرع إلى أن السلطة الجديدة تبدأ من الصفر في كل شيء، مضيفا "وعد بتحويل اللاذقية إلى أبرز الوجهات الجاذبة للاستثمار على البحر المتوسط".
وقال المصدر، لـ"إرم نيوز"، إن الدعوة التي وُجهت للوفد كانت شخصية، لحضور حوار مفتوح مع المحافظ، حول التطورات الأخيرة في المحافظة، وأن زيارة الشرع للاذقية، دفعت المحافظ لجمعه مع الوفد كممثل عن المحافظة.
وأشار إلى أن الشرع اعتذر عن التأخر الذي حصل قبل انعقاد الاجتماع؛ بسبب استقباله في ساحة "الشيخ ضاهر" وسط مدينة اللاذقية.
وذكر المصدر أن "الشرع، رفض أن يبدأ الحديث حين وصوله، تاركا الفرصة للأشخاص الحاضرين للحديث بداية"، وأنه بسبب ضيق الوقت تم اختصار المداخلات لحوالي 10-15 مداخلة، وكان هناك "مداخلات محجوزة" لمجموعة من المشايخ، من مختلف الطوائف، وفقا لقوله.
وكشف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن المداخلات ركزت بشكل خاص على الوضع الاقتصادي والمعيشي، مع استفسار عن عمليات التسوية الجارية مع شخصيات مالية وغيرها من أزلام النظام المخلوع. كما تناولت وضع الكهرباء، والمغيبين وقضيتهم المنسية في المحافظة.
20 دقيقة.. وأولويات
وأوضح المصدر أنه "بعد نهاية المداخلات، تحدّث الرئيس الشرع لحوالي 20 دقيقة، طالبًا الصبر على الوضع المعيشي، ومشيرًا إلى أن الوضع الأمني كان يحتل الأولوية، وكذلك توحيد السلاح تحت سلطة الدولة، لافتًا إلى أن المنجَز حتى الآن جيد، على الرغم من أن الملف لا يزال مفتوحًا ولم يتم الانتهاء منه بعد".
وينقل المصدر الخاص عن الشرع قوله، إنه "غير قلق وواثق من تحسن الوضع الاقتصادي، لكن هذا يتطلب بدايةً حالة من الأمن شبه التام في البلاد".
ولفت المصدر إلى أن الرئيس السوري اعترف بوجود تقصير وأخطاء بما يخص الحالة الأمنية، لكنه قال إن الأمر بحدوده الدنيا والتعامل مع هذه الأخطاء جارٍ ومستمر، مضيفًا أن "الثورة نفسها على عظمتها كثيرًا ما أخطأت مثلما أصابت"، واستشهد بنفسه.
إعادة بناء الدولة
كما تحدث الشرع، عن صعوبة إعادة بناء الدولة من الصفر، واصفًا الدولة السابقة بأنها دولة أمنية، تخاف من الاستثمار، وتخاف من العلاقة المفتوحة مع الخارج. وأشار إلى أن المؤسسات كاملةً بحاجة لإعادة هيكلة بطريقة أكثر عصرية، وأن الأمر يحتاج إلى وقت وبعض الصبر، معتبرًا أن انتهاء المعركة أمام االنظام خلال11 يوما هي الواجهة فقط، بينما المعركة مستمرة إلى اليوم، وكأننا في حرب، بمعنى معركة المعيشة وبناء الاقتصاد.
ووعد الشرع أهالي اللاذقية بأن تكون المحافظة هي الأكثر جاذبية للاستثمار بين مدن المتوسط، وأن تكون وجهة للناس من الخارج وليس فقط من سوريا.
ينقل المصدر الذي كان حاضرًا للجلسة الحوارية مع الشرع، أن الرئيس السوري تطرق إلى عمليات التسوية، وطلب من الحاضرين أن يمنحوا السلطة الثقة بإدارة هذا الملف، وقال "إن بعض الجهات، كانت تتحضر لإعادة الفوضى إلى دمشق بعد دخول الهيئة للعاصمة مباشرة، ولكن التفاوض مع بعض الجهات وإجراء بعض التسويات السياسية، حافظ على الأمان النسبي في العاصمة وإنهاء التحرير بأقل قدر ممكن من دفع الثمن بالدم"، وفق قول المصدر.
كما تحدّث الشرع خلال اللقاء عن أن "القدرة على مواجهة هذا التحدي بالعنف والقوة كانت ممكنة، من خلال القوات الأمنية والعسكرية، لكن ككل قوة عسكرية، كان من المكن أن يرافق ذلك بطش، فكان حقن الدماء أفضل وأكثر أولوية".
وفيما تحدث فيه الشرع أيضًا، يذكر المصدر أن الرئيس أعرب عن المفاجأة بالاهتمام العالمي بسوريا، منوهًا إلى أن أغلب الجهات الخارجية تحدثت بتقدير كبير عن دور سوريا الحضاري وعمقها التاريخي، مؤكدًا أنه يمكن البناء على ذلك لحرق المراحل وإعادة سوريا للمجتمع الدولي والعالم.
