logo
العالم العربي

"الانتقالي الجنوبي": ما يجري في حضرموت معالجة لاختلالات أمنية مزمنة

أنور التميمي

قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أنور التميمي، إن ما يجري حالياً في مناطق وادي وصحراء حضرموت، هي معالجات داخلية للاختلالات الأمنية والعسكرية السائدة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأطلقت "القوات المسلحة الجنوبية" الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، عملية "المستقبل الواعد" العسكرية لـ"تحرير وادي حضرموت"، من وجود قوات "المنطقة العسكرية الأولى" التابعة للجيش اليمني، والمُتهمة بـ"التخادم مع ميليشيا الحوثي".

أخبار ذات علاقة

عيدروس الزبيدي خلال فعالية في الضالع

المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن يتعهد بمواجهة الحوثيين (صور)

وأكد التميمي في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، أن "الجماعات المحسوبة على الإخوان المسلمين والمنتمية إلى الأفغان العرب، قدمت في منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت، لتنفيذ مخططات إسقاط دولة الجنوب وقتئذٍ، لكن هذه الجماعات بقيت أمراً واقعاً إلى يومنا في تلك المناطق المحاذية لمحافظات أخرى والحسّاسة لأمن دول الجوار".

مشيراً إلى أن شراكات الجنوبيين مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وتمكّنهم من تحرير أراضيهم من ميليشيا الحوثي في العام 2015، واستعادة قوات "النخبة الحضرمية" لزمام السيطرة على عاصمة المحافظة، من تنظيم "القاعدة" في العام 2016، كانت تستدعي وصول القوات الجنوبية إلى وادي وصحراء حضرموت لتأمين هذه الانتصارات "حتى لا يتعرّض استقرار هذه المناطق للاهتزاز".

وذكر أن "اتفاق الرياض ومشاوراتها" المنعقدة في العامين 2019 و2022، تشير إلى معالجة المشكلة داخل إطار الحكومة الشرعية، "لكن هذه القوات استمرت في سيطرتها، وحوّلت أجزاء من حضرموت إلى مناطق إمداد للحوثيين عبر تهريب السلاح والمخدرات للميليشيا، قبل أن تصبح لاحقاً بؤراً لتشجيع التمردات داخل المحافظة وخارجها".

وبحسبه، فإن دعم "المنطقة العسكرية الأولى" للتمردات الأخيرة، أدى لانكشاف هضبة حضرموت، وعرّضها لمخاطر تقدم ميليشيا الحوثي، "وبالتالي كان لابد من معالجة جذر المشكلة لتمكين النخبة الحضرمية من تأمين هذه المنطقة وإعادة الأمور إلى طبيعتها وعودة الحياة إليها واستئناف عجلة ضخ النفط".

وبيّن المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن القوات الجنوبية التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الشرعية، "بقيت خلال الـ24 ساعة الماضية متوقفة على تخوم وادي حضرموت، على أمل انسحاب قوات ما يسمى بالمنطقة العسكرية الأولى بهدوء وتسليم مناطقها لقوات الشرعية التي ستتولى حمايتها، لكنها بادرت بقصف القوات الجنوبية بقذائف الدبابات وهو ما أشعل المعركة صباح اليوم".

أخبار ذات علاقة

شعارات ضد حزب الإصلاح الإخواني في حضرموت

حضرموت.. اليمنيون ينتفضون ضد "حزب الإصلاح"

ومع أول وصول لـ"القوات الجنوبية" إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت، تنفرج أسارير السكان وترتفع آمالهم في إمكانية وضع حدّ للانفلات الأمني والفوضى المتصاعدة على مدى السنوات الماضية، في أغنى محافظات اليمن بالثروات المعدنية وأكبرها مساحة.

واندلعت مواجهات متفرقة في مديرية حورة وأطراف تريم، ارتفعت وتيرتها على تخوم مدينة سيئون، حاضرة وادي وصحراء حضرموت، وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ووقوع العشرات من جنود "المنطقة العسكرية الأولى" في الأسر، طبقاً لمصادر عسكرية في القوات الجنوبية.

وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن القوات الجنوبية توغلت إلى قلب مدينة سيئون من عدة محاور، وتمكنت من السيطرة على مطار سيئون الدولي والقصر الجمهوري ومقر اللواء 37 مدرع في المدنية، وواصلت تمددها نحو مديريات تريم والقطن، في ظل انهيارات واسعة في صفوف الطرف الآخر، مؤكدة استمرار العمليات حتى تطهير مناطق وادي حضرموت كاملة.

ومع كل تقدم تحرزه القوات الجنوبية نحو مناطق وسط وشمال غربي حضرموت، يحتشد الأهالي على الطرقات ترحيباً بوصولها للمرة الأولى، بعد عقد من المطالبات والاحتجاجات الشعبية الرافضة لتواجد قوات عسكرية منتمية إلى مناطق سيطرة الحوثيين، المتهمة بتعدد ولاءاتها، ودعوات تمكين أبناء المحافظة النفطية من إدارة شؤونها الأمنية والعسكرية، أسوة بمديريات الساحل وتجربتها الأمنية النموذجية مع قوات "النخبة الحضرمية".

وتنقسم مديريات محافظة حضرموت الشاسعة مساحة، إلى قسمين إداريين منفصلين داخلياً، يتوزع فيهما نطاق السيطرة الميدانية على المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء المحافظة، فيما تنتشر المنطقة العسكرية الثانية على امتداد المديريات الساحلية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC