ليبيا .. ما تداعيات الفيضانات على العملية السياسية والمضي باتجاه الانتخابات؟

بينما كان الشعب الليبي يترقب الخروج من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد لسنوات، إذا بالعاصفة المتوسطية "دانيال" تلبّد سماء الجبل الأخضر، وتجرف معها آلاف الضحايا وعشرات البنايات، وتحوّل رقعة شاسعة (7,800كم) ملأى بالمدن والقرى والسكان إلى مناطق منكوبة، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وضعٌ ألقى بظلاله القاتمة على المشهد عامة، وعمّق من أزمات ليبيا التي تسعى للخروج من حالة الانسداد السياسي، فيما رآه متابعون مسمارًا آخر يُدق في نعش الانتخابات الليبية خاصة على المدى القريب، مع حالة الجمود التي اكتنفت تقاربات مجلس النواب الليبي ببنغازي والمجلس الأعلى للدولة بطرابلس التي عقد عليها الليبيون الآمال في الوصول إلى قوانين انتخابية، تمضي بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار.

هذه المخاوف حدَت بأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 الممثلين لحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس إلى المسارعة في الالتقاء بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة "عبد الله باتيلي"، الذي نشر في حسابه على تويتر: "استمعت إلى بواعث قلقهم بشأن استمرار الانسداد السياسي وتداعياته المحتملة على المسار الأمني، وخاصة في أعقاب مأساة درنة".

على الجانب الآخر وعلى بعد 40 كم من مدينة درنة، استقبل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أمس الأربعاء، في مقره بمدينة القبة التي لم تستثنها السيول، وفدًا من مدينة مصراتة يتقدَّمُهم عضو المجلس الأعلى للدولة "بلقاسم قزيط".

وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع في البلاد على مختلف الأصعدة، والجهود المبذولة لإنهاء المرحلة الراهنة عبر تشكيل حكومة موحدة على كامل التراب الليبي توصل لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال للعبور بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار"، بحسب "عبد الله بليحق" الناطق الرسمي باسم البرلمان.

خيار الحكومة الموحدة الذي كان إلى وقت غير بعيد محل وفاق بين رئيس البرلمان عقيلة صالح، والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة "خالد المشري"، قابله عزم رئيس المجلس الأعلى للدولة الجديد "محمد تكالة" تقديم مقترح للإبقاء على حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس عامين آخرين مع إجراء تعديل وزاري بها، بالإضافة إلى تأجيل الانتخابات بسبب الفيضانات التي ضربت مناطق شرق ليبيا، وإجراء انتخابات برلمانية فقط، نهاية سنة 2024م، وتأجيل الرئاسية حتى عام 2025م، حسب منشور لـ"الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا" على صفحتها بالفيس بوك.

مستجدات تشي بأن مرحلة جديدة من الخلافات ستطفو قريبًا على سطح ليبيا بعد هدوء العاصفة دانيال، التي يرى متابعون أنها ستؤثر على التوافق السياسي، وتؤجل مُضي ليبيا إلى مرحلة الانتخابات التي يبدو أنها لن ترى النور في الأمد القريب.