الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
تثير الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء مخاوف أنقرة من تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية في معاقل الدروز في الجنوب، والمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في الشمال.
تُجسّد الاشتباكات الدامية في محافظة السويداء مخاوف أنقرة من تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية في معاقل الدروز في الجنوب، والمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في الشمال.
ويتجسّد القلق التركي من احتمال امتداد تفكك سوريا عبر الحدود؛ ما يعيق ملف إدارة عودة اللاجئين، دون إغفال الهاجس الأكبر، وهو قيام حكم ذاتي على حدودها الجنوبية، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي.
وتُضاعف أنقرة جهودها للحفاظ على وحدة أراضي سوريا، فيما يخشى المسؤولون الأتراك من أن أي تقسيم رسمي يشجع الإدارة الكردية في الشمال على ترسيخ حكمها الذاتي؛ ما قد يُلهم طموحات مماثلة لدى السكان الأكراد في تركيا.
وتعمل حكومة رجب طيب أردوغان على صياغة سوريا ما بعد الصراع، بحيث لا تُهدد الاستقرار الداخلي لتركيا أو تُمكّن الانفصاليين الأكراد، وذلك عبر الضغط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكبح الهجمات الإسرائيلية الساعية لتقويض الحُكم الجديد في دمشق.
ويرى أيهان دوغانر، المحلل البارز في مركز أبحاث "إيدام" ومقره إسطنبول، أن المخاطر الحالية في سوريا "أعلى مما كانت عليه في مارس"، في إشارة إلى الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والأقلية العلوية، مشيرًا إلى أن "وضع الدروز أكثر حساسية من المسيحيين والعلويين بسبب صلاتهم بلبنان وإسرائيل".
يُنذر تفكك سوريا على أسس عرقية ودينية ومذهبية، باحتمال امتداده إلى الدول المجاورة، وهو ما يقلق تركيا التي تخشى من حكم ذاتي للأكراد يحفّز حزب العمال الكردستاني على "نقض" قراره بحلّ نفسه والدخول في إطار عملية سلام مع أنقرة.
وشجّعت تركيا المصالحة بين الرئيس السوري أحمد الشرع والجماعات الكردية التي تمتعت بحكم ذاتي فعلي داخل البلاد بدعم أمريكي، منذ منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، في سبيل خطوة مماثلة لتلك التي أعلن عنها حزب العمال بنزع سلاحه استجابة لدعوة من زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان.
وبينما لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن تفكيك حزب العمال بالكامل، وقد انتهت محادثات مصالحة مماثلة بين عامي 2013 و2015 بأعمال عنف وإراقة دماء واسعة النطاق، فإن التطورات في سوريا تدفع أنقرة نحو مزيد من الحذر؛ ما جعلها تكثف جهدها الدبلوماسي لتطويق أزمة السويداء.
وفي أعقاب اندلاع الاشتباكات جنوب سوريا هذا الأسبوع، انخرط وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في جهود دبلوماسية مكثفة، حيث أجرى اتصالات مع نظيره السوري الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، للمساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار.
كما من المرجح أيضًا أن تواصل تركيا الضغط على إدارة ترامب لإيجاد مخرج من الاشتباكات الطائفية في سوريا، إذ ترى أنقرة في واشنطن، وخاصة الرئيس الأمريكي، رافعة محتملة لكبح جماح إسرائيل وتحقيق الاستقرار في خطوط الصدع الهشة في سوريا.
ويقول جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وأستاذ في جامعة أوكلاهوما، إن الولايات المتحدة "انحازت بشكل حاسم إلى جانب الشرع وتركيا"، مستشهدًا بتصريح باراك بأن "على الأكراد الاستماع إلى الرئيس الشرع وتقديم تنازلات والانضمام إلى دولة واحدة بجيش واحد".
وكان جزء من حسابات ترامب لرفع العقوبات عن سوريا، تشجيع تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب، لكن هجمات إسرائيل الأخيرة تُخاطر بوضع الشرع وإدارته في مأزق، بإجبارهم على الرد عسكريًا أو المخاطرة بظهورهم ضعفاء من قبل مؤيديهم والفصائل المنافسة لهم على حد سواء.
ويعتقد دوغانر أنه لا يمكن لتركيا وقف تصرفات إسرائيل إلا من خلال الولايات المتحدة، مضيفًا أنه إذا فشلت واشنطن في كبح جماح تل أبيب، "فسيكون هناك ضغط كبير على خطوط الصدع في سوريا"، وعندها "لن ينجو أحد من هذا الزلزال السياسي".
ويتوقع نيكولاس هيراس، المدير الأول في معهد نيولاينز بواشنطن، أن يواجه ترامب صعوبة في كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي "يتصرف وفقًا لمصالحه السياسية الداخلية"، وفق قوله. إذ يلفت إلى أن دائرته الانتخابية الدرزية الإسرائيلية غاضبة من الوضع في سوريا، وهو بحاجة إلى أصواتهم في الانتخابات المقبلة.
