"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
أكد خبراء أن كلمة الأمين العام لميليشيا حزب الله الأخيرة حملت رسائل سياسية قوية موجهة إلى الداخل اللبناني.
ولفت الخبراء إلى أن الرسائل هدفها الإيحاء بأن الحزب لا يزال يتمتع بالقوة نفسها التي كان عليها قبل حربه الأخيرة مع إسرائيل.
وأشاروا إلى أن "هذه الرسائل موجهة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة جوزيف عون ونواف سلام، في محاولة للضغط قبل الإعلان عن التشكيلة الحكومية وإلقاء البيان الوزاري أمام مجلس النواب".
وقال الدكتور فتحي السيد المتخصص في الشأن الإيراني إن "الخطاب المعتمد حاليًّا من قبل أذرع الحرس الثوري الإيراني متشابه من حيث المضمون والتركيز على أن هذه الأذرع لا تزال تتمتع بقوتها وتماسكها رغم كل ما تعرضت له في الفترة الأخيرة".
وأضاف السيد: "هو ما ينطبق بالتالي على خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفع من حدة الكلام بشكل لافت، وأكد على ثبات قوة حزب الله ووجود سلاحه، وأن حزب الله لا يزال يتمتع بكامل قوته، بالإضافة إلى العودة للغة التهديد التي طالما اشتهرت بها خطابات الحزب طيلة السنوات الماضية".
وأردف لـ"إرم نيوز" أن "توقيت الخطاب كان لافتًا من حيث التوقيت، والذي يتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى الحراك السياسي في لبنان الخاص بتشكيل الحكومة، وكون ملف سلاح الحزب من أهم ملفات المرحلة المقبلة".
وتابع: "بالتالي فإن الحزب يريد من رسائل الخطاب الضغط على رئيس الجمهورية والحكومة بعد موجة القبول السياسي والشعبي، بالإضافة إلى الدعم الدولي الداعم لهما بشكل غير مسبوق".
بدورها قالت المحللة السياسية آلاء القاضي إنه "بات من الواضح أن هناك تقسيمًا للأدوار بين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري".
وأضافت أن "الحزب يقوم بالتصعيد الإعلامي بين الحين والآخر، بينما يقوم بري بترطيب الأجواء والسير في العملية السياسية للحصول على أكبر قدر من المكاسب، أو على الأقل لتعويض الخسائر التي مني بها الحزب عسكريًّا وسياسيًّا".
وأشارت خلال حديثها لـ "إرم نيوز" إلى أنه "مهما علت لهجة الخطاب، إلا أن تأثيرها سيكون محدودًا إن لم يكن معدومًا على الإطلاق".
وأردفت أن "الثنائي التغييري المتمثل بعون وسلام مصر على السير بالنهج الإصلاحي البعيد عن لغة التهديدات التي كانت تمارس في السابق، بالإضافة إلى الإصرار على فتح جميع الملفات العالقة، خاصة ملف سلاح حزب الله وملف إعادة إعمار المناطق المنكوبة من الحرب الأخيرة".
وبينت أن ذلك "دفع الشيخ قاسم للإشارة إلى مسألة الاستراتيجية الدفاعية والوصول إليها عن طريق الحوار بإشارة إلى موافقة ضمنية على الحوار، لكن بعد فصل السلاح عن اتفاق وقف إطلاق النار".
واعتبرت أن "الحزب سيطلق العديد من الخطابات المشابهة خلال المرحلة المقبلة لتطمين جمهوره وبيئته الحاضنة بعد ما تعرضت له من اهتزاز كبير بسبب مجريات الحرب الأخيرة، والدمار الكبير الذي حصل بسببها، وغياب التعويضات والمساعدات التي وعد بها الحزب، والتي إن وجدت كانت متواضعة جدًّا، ما أحدث موجة كبيرة من الاعتراض العلني لم يتعرض لها الحزب سابقًا".
