قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن ارتباك قادة إسرائيل بات عنوانًا عريضًا مع بدء عملية "عربات جدعون 2" في مدينة غزة.
ووفق الصحيفة فإنه بينما تصر قيادة الجبهة الجنوبية على تلبية مطالب المستوى السياسي بحجب أي معلومات حول ما يجري في غزة، قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن "وتيرة التقدم في غزة ستكون بطيئة للغاية، لتفادي مزيد من الخسائر، والحيلولة دون تعرض الجنود لعمليات اختطاف".
وحتى قبل انطلاق "عربات جدعون 2"، تباينت تقديرات المستويين السياسي والعسكري حول العملية، وخلال اجتماع استبق اجتياح غزة، حذر رئيس الأركان إيال زامير من الخسائر البشرية المتوقعة.
وأوضح زامير أن "السيطرة على غزة ستكلفنا ثمنًا باهظًا"، وأشار إلى احتمال مقتل العشرات من المقاتلين، دون تحديد العدد بدقة.
وفي المقابل، ادعى نتنياهو أن معظم التقديرات تشير إلى أن "عربات جدعون 2" كفيلة بزيادة الضغط على حماس، لكن زامير "قطع الجدل"، داعيًا نتنياهو إلى "سرعة البحث عن إبرام صفقة، يمكن من خلالها تحرير الرهائن في أقرب وقت ممكن".
ميدانيًا، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر عسكرية تصورات مواجهة حماس لـ"عربات جدعون 2".
وأشارت المصادر إلى اعتماد عناصر الحركة على "لواء مدينة غزة"؛ ورغم أنه ليس معقل حماس الأخير، لكن خبرته تنطوي على مستوى معقول من القيادة والسيطرة، وإدارة المعارك من قواعد تحت أرضية عبر شبكة الأنفاق الواسعة.
ولا تستبعد التقديرات الإسرائيلية في هذا السياق خطط حماس الرامية إلى إدارة "حرب عصابات"، رغم تدريب عناصر الحركة منذ فترة طويلة على خوض المعارك في صفوف الكتائب والسرايا.
لكن وفق الصحيفة العبرية، فإن قائد حماس عز الدين الحداد يعتزم مواجهة "عربات جدعون 2" من خلال حشد آلاف من عناصره إلى مدن النازحين في منطقة المواصي، عبر اندماج العناصر الحمساوية مع السكان الذين يواصلون النزوح جنوبًا على طول الطريق الساحلي المزدحم، لتتناوب الفرق المتبقية في غزة على نصب الكمائن لجنود الجيش الإسرائيلي.
وعلى المستوى التكتيكي، لا تختلف "عربات جدعون 2" عن سوابقها من عمليات الجيش الإسرائيلي، التي اعتمدت على غارات جوية ومناورات برية محدودة على الأرض، بهدف الوصول إلى مراكز ثقل حماس فوق الأرض وتحتها، وتحديد مواقعها وتدميرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يتطلع إلى "أن تقود المناوشات إلى اكتشاف عناصر حماس والقضاء عليهم، مع أن "الغرض من العملية ليس العثور على جميع الإرهابيين وقتلهم، أو العثور على جميع بنادق الكلاشينكوف التي يتسلحون بها" وفق تعبيرها.
وفيما يخص طريقة عمل الجيش الإسرائيلي في أنفاق قطاع غزة، تشير تقديرات مصادر "يديعوت أحرونوت" إلى اختلافها هذه المرة عن السوابق، إذ تدربت القوات خلال الأسابيع الأخيرة على المناورة فوق وتحت الأرض.
وصرح ضابط كبير في القوات البرية الإسرائيلية للصحيفة العبرية: "في بداية الحرب، كان النزول إلى الأنفاق ممنوعًا، كنا نخشى ذلك، وكانت هذه قدرة متخصصة فقط لوحدات النخبة".
وأضاف: "منذ المناورة الأولى في خان يونس العام الماضي، أدركنا أنه من الممكن والضروري القيام بذلك بشكل مختلف، يجب ألا نترك للعدو منطقة راحة".