كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن نشاط ما سمتها "خلايا نائمة" تابعة لحركة حماس في تركيا، واحتساب أعضائها على أولئك القادة المفرج عنهم منذ سنوات في إطار صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شايط عام 2001.
وقالت الصحيفة إن "خلايا حماس تحظى برعاية تركية جيدة، ولكن بعيدًا عن وسائل الإعلام، وهو ما أتاح لعناصر الخلايا بالعمل من وراء ظهر أنقرة ضد إسرائيل" وفق تعبيرها.
ويتزامن تسريب معلومات حول هذا الموضوع مع إعلان جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن اعتقال خلية تابعة لحماس، كانت تخطط لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بتوجيه من مقر حماس في تركيا.
وأوضحت الصحيفة أن حماس أدارت وحدة استخبارات وإنترنت سريَّة في اسطنبول دون علم السلطات التركية.
ونقلت عن مصادر وصفتها بـ"الاستخباراتية الغربية" أنه جرى إنشاء وحدة حماس قبل عامين، وأنها تتلقى منذ ذلك الحين أوامر مباشرة من قيادة حماس في غزة.
وأشارت المصادر إلى أن "الوحدة السرية" تعمل بشكل منفصل عن مكاتب حماس الرسمية، المعنية أساسًا بالتنسيق والتمويل.
كما تعمل الوحدة، حسب الصحيفة العبرية، على تنفيذ عمليات إلكترونية ضد خصوم حماس في العالم العربي، بالإضافة إلى عملها ضد السلطة الفلسطينية، وكذلك ضد سفارات دول إقليمية. وتجري الوحدة تحقيقات دورية في بعض الحالات مع أعضاء حماس المشتبه في عدم ولائهم للحركة، وفقا لتقرير الصحيفة.
وبحسب التقرير، كان ولا يزال جزء من نشاط حماس في تركيا، يتضمن توجيه هجمات مسلحة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى محاولات تجنيد طلاب من عرب إسرائيل (عرب 1948)، يدرسون أو يزورون تركيا، والعمل على ضمهم إلى صفوف حركة حماس، و"حزب الله".
ويعمل في مقر حماس لدى تركيا ومكتبها الرئيسي في إسطنبول حوالي 40 قياديًا، جرى إبعادهم عن قطاع غزة في إطار صفقة جلعاد شاليط.
وأوضحت إسرائيل حينها أنها لن تسمح لهؤلاء بالوصول إلى لبنان أو سوريا، لكن تركيا منحت جنسيتها لكبار مسؤولي حماس الذين انتقلوا للإقامة فيها، وفق "يديعوت".
وتزامن توقيت تسريب تقرير "يديعوت أحرونوت" حول نشاط "خلايا حماس السرية" في تركيا، مع انفتاح مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) على سياسة استهداف أقطاب حماس في الخارج، وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تلقي وحدة الاغتيالات، المعروفة بـ"قاطعي الرؤوس" ضوءا أخضر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاصطياد قادة الحركة في الخارج.