logo
العالم العربي

إسرائيل تلوح بورقة الدروز.. هل تفتح جبهة جديدة في الجنوب السوري؟

إسرائيل تلوح بورقة الدروز.. هل تفتح جبهة جديدة في الجنوب السوري؟
دروز يرفعون العلم السوريالمصدر: (أ ف ب)
06 مارس 2025، 7:46 ص

تتباين آراء الخبراء حول التحركات الإسرائيلية الأخيرة تجاه  الدروز في سوريا، ففي حين يرى بعضهم أنها محاولة لإثارة التمرد على دمشق ضمن مشروع أوسع يهدف إلى إعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة، يرى آخرون أن إسرائيل تستثمر في حالة الفوضى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

إسرائيل، التي لطالما سعت إلى فرض منطقة آمنة أو عازلة في الجنوب السوري، تعود اليوم لإعادة إحياء هذا الطرح، مستفيدة من هشاشة الأوضاع بعد سنوات من النزاع.

ويرى البعض أن الدروز، رغم مواقفهم التاريخية الرافضة للتقسيم، قد يجدون أنفسهم وسط تجاذبات إقليمية تهدد موقعهم الوطني، خاصة مع تصاعد الحديث عن الفيدرالية واللامركزية كبدائل تُطرح في المشهد السياسي السوري.

في المقابل، يؤكد آخرون أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى تحريض الدروز ضد دمشق، بل تعمل أيضا على استغلال حالة الاحتقان الداخلي لإضعاف دمشق وإعادة تشكيل التوازنات في المنطقة، وهذا ما ينعكس في موقف المجلس العسكري في السويداء، الذي رفض إدخال قوى خارجية إلى المحافظة، وأدان أي محاولات لفرض واقع سياسي جديد، مؤكدا رفضه لسلطة الحكومة الحالية في دمشق.

ويبقى المشهد معقدا، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الحسابات المحلية؛ ما يجعل مستقبل العلاقة بين الدروز ودمشق، في ظل التحركات الإسرائيلية، ملفا مفتوحا على احتمالات متعددة.

أخبار ذات علاقة

يسرائيل كاتس

"إذا تم المساس بالدروز".. كاتس يهدد بالتدخل العسكري في سوريا

 مخطط "قديم - جديد"

وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون العسكرية، عبدالله سليمان، إن إسرائيل لديها مخطط "قديم - جديد" تجاه سوريا، تعيد إحياءه كلما سنحت الفرصة، موضحا أن حديث إسرائيل عن المناطق الآمنة ومنزوعة السلاح ليس جديدا، إذ سبق أن ناقشته وحاولت تنفيذه خلال الأعوام الماضية، لكن التطورات الميدانية لم تكن لصالحها حينذاك.

وأضاف سليمان، لـ"إرم نيوز"، أن الأوضاع تغيّرت اليوم، فبعد سقوط النظام السوري ومجيء حكومة تعتبرها إسرائيل "إسلامية متشددة"، تجد تل أبيب أن الفرصة مواتية لإعادة إحياء مشروعها حول المنطقة العازلة.

وأشار إلى أن تدمير العتاد ومستودعات الجيش السوري السابق جعل الأمر أكثر سهولة من أي وقت مضى، إذ ترى إسرائيل أن الحكومة السورية الحالية ضعيفة وهشّة وغير قادرة على الرد، وهو ما تأكد عبر الهجمات الواسعة التي استهدفت الجنوب السوري مؤخرا.

وبيّن أن إسرائيل لم تكتفِ بالتصعيد العسكري، بل استخدمت أيضا الضغط السياسي والأمني، حيث هددت بشكل مباشر الأمن العام السوري كما في أحداث جرمانا؛ ما أسفر عن اتفاق تهدئة كان لافتا، على عكس ما حدث في منطقة الدعتور باللاذقية، حيث تعاملت قوات الأمن مع التصعيد بطريقة مختلفة.

ولفت إلى أن المشروع الإسرائيلي يقوم على تقسيم سوريا إلى دويلات أو أقاليم ذات طابع طائفي، وهو ما يخدمها على مستويين؛ الأول يرسّخ وجودها كدولة قائمة على "الدين اليهودي"، والثاني يضعف الدول المحيطة بها، وعلى رأسها سوريا، التي كانت تُعتبر من أكبر التهديدات لها، كما أن الثغرة الدرزية تُعد من أخطر الأدوات التي قد تستخدمها إسرائيل لتنفيذ مخططها في المنطقة.

وأكد سليمان أن الدروز السوريين لطالما تمسكوا بوحدة الأراضي السورية ورفضوا مشاريع التقسيم، لكن طبيعة انتشارهم الجغرافي بين سوريا ولبنان وفلسطين يمنحهم امتدادا عربيا قد تستغله إسرائيل لفرض واقع جديد داخل سوريا.

وأشار إلى أن القادة والوجهاء الدروز لا يتحدثون علنا عن تأييدهم للتقسيم، وهم مشهورون بمواقفهم الوطنية منذ أيام السلطان باشا الأطرش، غير أن هناك صيغا أخرى مثل الفيدرالية واللامركزية الموسعة قد تبدو مقبولة وطنيا لبعض الشرائح، رغم أنها قد تمهد تدريجيا لمشروع التقسيم.

استثمار حالة الفوضى

من جانبه، يرى مصدر سياسي سوري من داخل السويداء، رفض الكشف عن هويته، أن موقف إسرائيل من الدروز يجمع بين دعوات التمرد على دمشق، واستثمار حالة الفوضى لمصلحتها.

وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز"، أنه رغم انتماء الدروز الوطني، إلا أنهم أصبحوا محط استهداف من بعض الأطراف التي سارعت إلى اتهامهم بالخيانة، رغم أنهم لم يصدروا أي بيان رسمي مؤيد أو معارض لهذه الطروحات، في وقت استعانت فيه أطراف أخرى بقوى خارجية.

وأشار إلى أن إسرائيل لم تقتل من العرب السوريين سوى نسبة ضئيلة مقارنة بما فعله النظام السابق، وهو ما جعل العداء لها محدودًا، باستثناء العداء بسبب القضية الفلسطينية.

وشدد المصدر على أن اقتطاع إسرائيل لأجزاء من ريف القنيطرة يُعد قضية سيادية يجب التعامل معها بحزم، دون تحميل الدروز أو أي فئة أخرى المسؤولية عنها.

وأكد أن التمسك بسوريا موحدة هو الخيار الذي يجمع غالبية السوريين، لكن الأزمة تكمن في الجهات التي تسعى لفرض رؤيتها الخاصة على البلاد، ما أدى إلى حالة من العداء المتبادل بين مختلف الطوائف، ودفع كل فئة إلى التفكير في خلاصها الذاتي.

أخبار ذات علاقة

إحراق علم إسرائيل في السويداء

بعد رفع العلم الإسرائيلي.. ردود فعل شعبية غاضبة في السويداء

 تطورات ميدانية

وفي إطار التطورات الميدانية، أصدر المجلس العسكري في السويداء بيانا أعلن فيه أن بعض المجموعات حاولت، صباح الأربعاء، تقديم المساعدة لهيئة تحرير الشام لإدخالها إلى السويداء، دون أي تنسيق مع المجلس أو المجتمع الأهلي أو الهيئات الدينية.

وأكد البيان أن المجلس العسكري يدين هذه الأفعال بشدة، مشددًا على رفضه لسلطة الأمر الواقع في دمشق.

واعتبر أن الحكومة الحالية لا تمثل تطلعات الشعب السوري، ولا يمكن القبول بها كأمر واقع تحت أي ذريعة.

وحذر البيان من أن أي محاولة لفرض واقع جديد في السويداء ستؤدي إلى عواقب وخيمة وتهديد السلم الأهلي، مؤكدا أن المجلس العسكري لن يتهاون في التصدي لأي طرف يسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC