تتعالى أصوات في إسرائيل مطالبة بتغيير رؤية الائتلاف الحاكم في تل أبيب تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعتباره جزءًا من حل اليوم التالي للحرب في غزة، بعد موقفه "الشجاع" ضد حركة حماس، وفق صحيفة معاريف.
وقالت الصحيفة العبرية إن "أبو مازن قام بشيء نادر جدًا، حيث خاض مغامرة بتصريحات جريئة، مهاجمًا حماس بشكل مباشر، ومطالبًا بالتخلي عن السيطرة على غزة ونزع سلاحها".
واعتبرت "معاريف" أن هذه التصريحات "مخاطرة سياسية من عباس"، وأضافت: "لم تكن هذه مجرد لفتة دبلوماسية غامضة، بل كانت أقوى تصريح سمعناه ضد حماس، فيما تترقب إسرائيل ردود الفعل الأخرى بعد تصريحات أبو مازن ورد حماس عليها".
وطالبت الصحيفة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددة بأن "عليه أن يتحدث بشأن عباس".
وحملت الصحيفة نتنياهو مسؤولية إضعاف السلطة الفلسطينية، وتقوية حركة حماس بإغداق الأخيرة بالأموال ومحاصرة الأولى.
ولفتت إلى أن نتنياهو "يفضل هو ووزراؤه، وبالذات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، غزة مدمرة أو محتلة بشكل دائم بدلًا من تسليمها لعباس".
وفي هذا الإطار، يرى نتنياهو أن اللجوء إلى السلطة الفلسطينية، قد يؤدي إلى تفكيك الائتلاف الحاكم، الأمر الذي يتسبب في إطالة أمد الحرب، وفق الصحيفة.
وأوضحت أن إسرائيل انسحبت من صفقة الهدنة بشكل مخز، رغم أنها كانت تتضمن خطوات إنهاء الصراع والإفراج عن جميع الرهائن، ولكن عندما جاءت المرحلة الثانية، قام نتنياهو، تحت ضغط من اليمين، بوقف الصفقة لبقاء الائتلاف.
وحذرت "معاريف" نتنياهو من أنه لو لم يتم طرح بديل عملي وبراغماتي على الطاولة لحماس، بدعم من الدول العربية والمساعدات الإسرائيلية والمجتمع الدولي، فإنها سوف تبقى على قيد الحياة، لأنها لا يمكن أن تنهار تمامًا ما دامت تحتجز 59 رهينة.
واختتمت بدعوة تل أبيب لأفق سياسي يدعم السلطة أو فصيل بديل عن حماس، مؤكدة أن "هذا السيناريو هو المنقذ لإسرائيل من نفسها".
