أثارت دعوة الرئيس التونسي، قيس سعيّد، منظمة الهجرة الدولة إلى مضاعفة الجهود من أجل تيسير العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين تساؤلات حول دلالات ذلك وما إذا كانت البلاد تسعى إلى الإسراع بهذا الخيار كحل لأزمة المهاجرين.
وشدد سعيّد على هامش استقباله المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، في قصر قرطاج الرئاسي، على "رفض تونس التامّ تحويلها مكانا لتوطين المهاجرين غير النظاميين".
ويأتي هذا اللقاء بعد نحو شهر من بدء السلطات التونسية تفكيك خيام المهاجرين غير النظاميين في ولاية صفاقس الواقعة جنوبي البلاد تمهيدا إلى ترحيلهم لدولهم الأصلية.
وكانت المدينة تستضيف الآلاف من المهاجرين، الذين ينحدرون من دول أفريقية، فقد أجبرتهم الحروب والمجاعات وغيرها على السعي للوصول إلى السواحل الأوروبية انطلاقاً من تونس.
ويرى المحلل السياسي التونسي، هشام الحاجي، أن "دعوة الرئيس قيس سعيد منظمة الھجرة الدولية دعم برامج عودة اللاجئين غير النظاميين إلى بلدانھم معقولة وتندرج في صلب مھام منظمة الھجرة الدولية من ناحية" .
وأوضح الحاجي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذه الدعوة أيضا تمثل إشارة إلى المسؤولية القانونية والأخلاقية للھياكل الدولية في إدارة الملفات المنوطة بعھدتھا، خاصة في العمل على وضع مقاربات متوازنة تحمي مصالح وحقوق الدول النامية، لأن إدارة ملف الھجرة تخضع للأسف لموازين القوى على المستويين الإقليمي والعالمي".
وشدد على أن "هذه الدعوة أيضا تعني أن تونس ستمضي قدما نحو ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى دولهم بصرف النظر عن الانتقادات الحقوقية التي ترافق هذا التوجه".
وكان المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التابع لوزارة الداخلية في تونس، حسام الدين الجبابلي، صرح في نيسان/أبريل الماضي بأن "عملية إخلاء لمخيم للمهاجرين بمنطقتي العامرة وجبنيانة في صفاقس انطلقت، الذي يضم نحو 4 آلاف شخص من دول إفريقيا جنوب الصحراء".
وفي السنوات الماضية تحولت تونس إلى نقطة عبور رئيسة للمهاجرين غير النظاميين، إذ يسعى كثير منهم للوصول إلى أوروبا. وفي عام 2023 تجاوزت ليبيا كأول نقطة انطلاق للقوارب المتجهة إلى إيطاليا.
وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إنه "من الواضح أن السلطات التونسية تسعى إلى الإسراع بالترحيل كحل تراه لأزمة المهاجرين غير النظاميين، خاصة أن هذه الأزمة تسببت ببعض المناوشات في بعض المناطق في وقت سابق".
وأكد العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "منظمات مثل الدولية للهجرة قادرة على المساعدة في هذا التوجه مع ضمانات باحترام حقوق المهاجرين، الذين أجبرتهم ظروف صعبة على الوصول إلى تونس ومحاولة اتخاذها منطلقا نحو القارة الأوروبية بحثا عن مستقبل أفضل".
