قالت مصادر أهلية وإعلامية، إنّ الأجهزة الأمنية السورية قامت منذ صباح اليوم، الأربعاء، بتوقيف واقتياد شبان في الساحل السوري، دون معرفة الوجهة التي يتم اقتيادهم إليها، فيما تشهد بعض مناطق دمشق استنفارًا أمنيًا دون معرفة الأسباب.
ورجحت المصادر أن يكون هدف احتجاز هؤلاء متعلقًا بأحد سببين؛ إما إرسالهم إلى محافظة درعا في الجنوب السوري ضمن ما وصفوها بـ "عملية تعبئة"عسكرية على خلفية التطورات في الجنوب السوري، أو أن يكون توقيفهم مرتبطًا بالمخاوف من تشكيل "لواء درع الساحل"، الذي أعلن أحد منتسبي "الحرس الجمهوري" التابع لنظام الأسد (مقداد فتيحة)، عن تشكيله في الساحل السوري، مشيرا إلى أن اعتقال الشبان هو لقطع الطريق على انتساب هؤلاء للتشكيل المذكور.
خاضعون للتسوية
المصادر المتقاطعة ذكرت لـ"إرم نيوز"، أن معظم من يتم اقتيادهم هم ممن خضعوا لتسوية أوضاعهم مع السلطات الجديدة، وهم من العسكريين والمجندين السابقين في جيش النظام المخلوع. وقد منحتهم السلطات الجديدة هويات مؤقتة لتسهيل أمورهم.
ووفقًا للمصادر، نصب الأمن العام عدة حواجز مؤقتة "طيارة"في أكثر من منطقة بغرض توقيف الشبان، فضلا عن الحواجز الثابتة والمنتشرة في مداخل ومخارج المدن .
وقالت المصادر إن حواجز "الرميلة" و"دوار المشفى" و"المقص" في مدينة جبلة من بين الحواجز التي شهدت عمليات احتجاز، فيما شهد حاجز شارع الجمهورية بالإضافة إلى حاجز "طيار" في بلدة البصة باللاذقية عمليات احتجاز مشابهة . كما تكرر الأمر نفسه في مدينة بانياس الساحلية عبر إنشاء حواجز واعتقال شبان عليها.
وتنقل المصادر أن الأمن العام يوقف الحافلات المارة وينزل الشبان والرجال ويقتادهم في باصات إلى جهة مجهولة، فيما يسمح للنساء وكبار السن بمتابعة طريقهم. وترافق كل ذلك مع قطع لشبكة الإنترنت، وصعوبات في تواصل الأهالي مع أبنائهم المحتجزين.
"نفير عام"
وتتزامن هذه المستجدات مع إعلان لإحدى الجماعات الإسلامية المسلحة، النفير العام في محافظات الجنوب السوري، وذلك لمواجهة السيطرة الإسرائيلية على مدن وبلدات في محافظات درعا والقنيطرة والجولان.
وقال الناطق باسم "حركة المقاومة الإسلامية في سوريا"، في تسجيل بثه وتضمن ما وصفه بأنه بلاغ عسكري رقم واحد صادر عن قيادته العسكرية، "إنه في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي على المنطقة الجنوبية من سوريا فإن جميع الخلايا التابعة للحركة بدأت بالتحرك لمواجهة الهجمات الإسرائيلية".
وأكد أن "تحرك الخلايا بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية يأتي في إطار حق الشعب السوري بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية".