رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
تقف حركة حماس على مفترق طرق قد يكون الأكثر مصيرية منذ تأسيسها، ففي الوقت الذي شدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استعداده لاتخاذ "إجراءات كاملة" ضد الحركة في حال لم تسلم السيطرة على قطاع غزة وتلقي السلاح، لا تزال الحركة تناور على تفاصيل في خطة ترامب تحول دون نزع سلاحها.
وفي وقت يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التنسيق الكامل مع واشنطن لمنع ترسيخ انطباع بأن الحركة استجابت للخطة، لا تزال حماس التي قبلت بالخطة تتعاطى معها كمسار تفاوضي لا كموقف نهائي.
الحركة وافقت على وقف الحرب، وإطلاق الرهائن، واستعداد لإدارة غزة عبر لجنة تكنوقراطية، لكنها رفضت أي حديث عن نزع السلاح أو تسليم السيطرة الكاملة، وهو ما يتعارض مع تصريحات نتنياهو وترامب التي تتحدث عن زوال أي دور لحماس في مستقبل غزة.
ويرى العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي أن أحد المسارات المستقبلية الواضحة منذ بداية الحرب كان يتجه نحو تحويل حركتي حماس وحزب الله من كيانات مسلحة إلى أحزاب سياسية، لكن الآن ربما حتى فكرة وجودها سياسيا غير مقبولة أمريكياً وإسرائيلياً.
ويقول الدبوبي لـ"إرم نيوز": "إذا عادت حماس إلى الضفة وغزة كحزب سياسي، ستعود المشاكل من جديد بين الفلسطينيين، ومن المؤكد أن غزة ستعود للسلطة الفلسطينية أو لكيان فلسطيني لا وجود لحماس فيه".
وأضاف: "على الأرجح ستشهد حماس هجرة عدد كبير من قياداتها، وأن ينتقل حضورها إلى تركيا وهذا يفسر مشاركة تركيا لأول مرة في المفاوضات، ولا أعتقد أن حماس ستبقى كتنظيم موحد، بل ستتجزأ إلى أكثر من حزب واتجاه في المستقبل القريب".
وتابع: "ربما تبقى حماس موجودة بشكل غير مباشر ووجودها العلني قد ينتهي، لكنها قد تعود في مسميات أخرى، فالخريطة السياسية الجديدة لن تحتمل وجود حماس كما عرفناها سابقًا"، وفق تعبيره.
ويرى أستاذ العلوم السياسية أيمن البراسنة أن خطة ترامب تسعى بوضوح إلى تفكيك حركة حماس ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا سلطويًا وتنظيميًا.
ويقول البراسنة لـ"إرم نيوز": "إذا أمعنا النظر في بنود الخطة، سنجد أنها لا تستهدف فقط الجناح العسكري، بل التنظيم السياسي بالكامل، بهدف إخراج حماس من المشهد الفلسطيني، وهذا المطلب الأمريكي يتماهى تمامًا مع مطلب نتنياهو واليمين المتطرف الذي يدعو لإقصاء حماس وإلغاء وجودها في غزة".
لكن البراسنة يضع حدودًا لهذه الرؤية المتفائلة من الطرفين الأمريكي والإسرائيلي، إذ يرى أن موافقة حماس على بعض البنود لا تعني قبولها بالخطة كاملة، "بل حركة تكتيكية هدفها الأساسي وقف الحرب".
وأضاف أن "موافقة حماس جاءت على ما تستطيع تنفيذه فعليًا من إطلاق سراح الرهائن، وتسليم إدارة القطاع للجنة فلسطينية تكنوقراطية انتقالية ومؤقتة، أما بقية البنود فقد أبدت حماس تحفظات واضحة، وتركتها لمفاوضات لاحقة، وهذا يعني أن الحركة وافقت مبدئيًا على الخطة بهدف وقف الإبادة الجماعية، لا أكثر".
ويرى البراسنة أن نزع سلاح حماس غير وارد في المرحلة الحالية، لأن ذلك يمس جوهر وجودها، والحديث عن تحولها إلى حركة سياسية دون جناح عسكري لا يزال مبكرًا جدًا، ولا أعتقد أن حماس مستعدة حاليًا لنزع سلاحها، لأن هذا الملف يرتبط بشرعية بقائها وحق تقرير المصير، وأي خطوة بهذا الاتجاه يجب أن تمر بتوافق وطني فلسطيني شامل، وهو أمر غير متوفر حاليًا.
ويشير البراسنة إلى أن "حماس ستناور، وتحاول كسب الوقت، وقد تدفع بموافقتها الجزئية على خطة ترامب لتحقيق وقف الحرب، لكن نزع السلاح لن يكون قريبًا، والحركة لن تسلم سلاحها إلا لدولة فلسطينية حقيقية، لا لحكومة انتقالية أو سلطة ضعيفة".