اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الأخير بين حماس وإسرائيل يعد امتدادا لسلسة من الصفقات المماثلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
تاريخ طويل من الصفقات، بدأ منذ عام 1968، حين نفذت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أول عملية خطف طائرة إسرائيلية، وطالبت بالإفراج عن 37 أسيرًا فلسطينيًّا مقابل إطلاق سراح الركاب، ونجحت الصفقة وشكَّلت نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبعد عام من تلك الصفقة اختطف الفلسطينيان سالم العيساوي وليلى خالد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أيضًا طائرة أمريكية أقلعت من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة متجهة إلى تل أبيب، وأرغما الطيار على الهبوط في دمشق، وانتهت الصفقة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وطيارين سوريين.
وسجلت سنة 1971 أول صفقة تبادل بين حركة "فتح" وإسرائيل، أُفرج بموجبها عن محمود بكر حجازي، أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية، مقابل الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز.
وفي أعقاب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، أسرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جنديًّا إسرائيليًّا، وأُفرج عنه في مارس 1979، مقابل 76 أسيرًا فلسطينيًّا، بينهم 12 فتاة، ضمن ما عُرف بـ "صفقة الليطاني".
وبعد ذلك أسرت الفصائل الفلسطينية 8 جنود خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتمت الصفقة في نوفمبر 1983 وأُطلق خلالها سراح 4700 أسير من "معسكر أنصار" في الجنوب اللبناني، و65 آخرين من السجون الإسرائيلية.
وسنة 1985 تم إبرام صفقة الجليل التي وُصِفت بأنها الأضخم حتى ذلك الحين، وأُطلق خلالها سراح 1155 أسيرًا فلسطينيًّا وعربيًّا، بينهم الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس ومؤسسها، مقابل 3 جنود إسرائيليين.
وفي عام 1991 وبعد سنوات من المفاوضات، أُعيدت جثة الجندي الدرزي سمير أسعد الذي كان يعمل مترجمًا في الخدمة الدائمة لدى الجيش الإسرائيلي في سبتمبر 1991، مقابل السماح بعودة أحد مبعدي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهو النقابي علي عبد الله "أبو هلال" الذي أبعدته إسرائيل عام 1986.
وفي صفقة محدودة سميت "صفقة الحرائر" أفرجت إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية في أكتوبر 2009، مقابل شريط فيديو يظهر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بصحة جيدة.
ولاحقًا سنة 2011 تم تنفيذ صفقة "شاليط" التي تُعد من أكبر الصفقات، فبعد أكثر من 5 سنوات من أسر شاليط، نجحت "حماس" عبر الوسيط المصري في تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًّا، بينهم قيادات بارزة منهم يحيى السنوار، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وفي 26 نوفمبر 2023، وبعد أسابيع من اندلاع حرب 7 أكتوبر، اتفقت إسرائيل وحركة حماس على وقف إطلاق النار لمدة 6 أيام، وإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز إسرائيلي مقابل 200 سجين فلسطيني.