logo
العالم العربي

دمج "قسد" في الجيش السوري.. بين الآمال المعقدة والمعوقات السياسية

دمج "قسد" في الجيش السوري.. بين الآمال المعقدة والمعوقات السياسية
عناصر "قسد" في الحسكةالمصدر: رويترز
28 ديسمبر 2024، 6:23 م

سارة عيسى - إرم نيوز

يقع احتمال دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الجيش السوري، بين الآمال المعقدة والمعوقات السياسية، بحسب آراء الخبراء والمتابعين للشأن السوري.

وفيما يرى البعض أن هذه الخطوة تمثل انفراجة سياسية قد تسهم في تعزيز السلام والاستقرار، يعتبرها آخرون معضلة مستعصية نظراً لتشابك المصالح الإقليمية والدولية.

أخبار ذات علاقة

جانب من لقاء الشرع مع قادة الفصائل السورية

خاص- الحمصي مرشحا لقيادته.. هكذا سيكون الجيش السوري الجديد

من جهة، هناك من يؤكد أن المبادرة تمثل تحولاً مهماً في سياسة دمشق تجاه المكونات الكردية، بما يعزز الوحدة الوطنية ويخلق حلاً مستداماً للقضية الكردية التي طالما شكلت تحدياً بارزاً.

وأشاروا بذات الوقت، إلى العقبات المتعددة، وعلى رأسها الموقف التركي الرافض لأي دور لقوات "قسد"، الذي يعكس تناقض المصالح بين الفاعلين الإقليميين.

على الجانب الآخر، يرى معارضون للفكرة أن دمج "قسد" يواجه معوقات أكبر من أن تُحل عبر المفاوضات السياسية، معتبرين أن الواقع الحالي يعكس انعدام الإرادة الإقليمية والدولية لدعم مثل هذا السيناريو.

انفتاح دمشق

اعتبر الناشط الكردستاني كاوه نادر قادر، أن دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الجيش السوري، إن تحقق، سيمثل خطوة مهمة نحو تعزيز السلام الاجتماعي واستقرار سوريا.

وأكد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن القضية الكردية واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البلاد، وتتطلب حلولاً سياسية شاملة لضمان مستقبل مستقر للسوريين.

وأوضح قادر، أن المبادرة تواجه عقبات معقدة، أبرزها الموقف التركي الرافض لأي تعامل مع "قسد"، حيث تعتبر تركيا نفسها أحد الفاعلين الرئيسيين في الساحة السورية، لكنها ليست الفاعل الوحيد.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تلعبان دوراً محورياً في توجيه مسار الأوضاع السورية، إذ تسعى تركيا لتحقيق طموحات قومية ذات أبعاد عثمانية، مما يعوق الوصول إلى حلول سورية مستقلة.

وأضاف قادر أن السلطة الجديدة في دمشق تعتمد نهجاً عقائدياً يرفض تقديم أي حلول جدية للقضايا القومية، فيما تتمتع "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش، بقدرات عسكرية متطورة، وتضم مكونات من شمال وشرق سوريا كافة.

وأكد أن نجاح دمج "قسد" في الجيش السوري يظل مرهوناً بإيجاد حلول سورية داخلية مستقلة، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وبالتزام مسار سياسي يعترف بحقوق جميع المكونات السورية.

استحالة الدمج حاليًا

من ناحيته، رأى المحلل السياسي عباس رزق، أن دمج "قسد" في الجيش السوري خطوة متأخرة ولن تتحقق، خصوصاً بعد الهجمات التركية والسورية الممثلة بفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا في كوباني، كما أن السيطرة على كوباني تعني بداية إنهاء "قسد" كقوة عسكرية، وهو ما لن تقبله "قسد" أو الولايات المتحدة.

وأشار لـ "إرم نيوز" إلى أن أي مفاوضات حول هذا الدمج ستعني بقاء "قسد" في مناطق سيطرتها، ما قد يجدد طلب الإدارة الذاتية، وهو أمر مرفوض تماماً من قبل تركيا.

وبيّن رزق أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي هدد فيها بـ"دفن قسد وأسلحتها"، تؤكد أن هذا المكون مكروه من تركيا ومن فصائل المعارضة المسلحة السورية، مما يجعل عملية الدمج مستحيلة.

أخبار ذات علاقة

جانب من لقاء الجولاني بمثثلي الفصائل العسكرية

الجولاني يكشف عن هيكل الجيش السوري الجديد (صور)

 ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحاول كسب الوقت قبل أي تغيرات سياسية محتملة، مثل عودة ترامب إلى الحكم، ما يجعل التهدئة الحالية مؤقتة.

ونوه رزق بأن الاستعجال التركي في شن الهجمات مرتبط برغبتها في تحقيق مكاسب ميدانية قبل تغير خريطة الصراع في المستقبل القريب، مؤكداً أن واشنطن لن تتخلى عن قوة "قسد" العسكرية بسهولة، وفق قوله.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC