قال نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ممدوح العبادي إن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن قطاع غزة يعني تصفية القضية الفلسطينية ويهدد المنطقة بـ"الفوضى"، داعيًا إلى بناء موقف عربي موحد لمواجهة هذه المخططات.
وأكد العبادي، في حوار مع "إرم نيوز"، أن الشعب الفلسطيني لن يقبل التهجير، وأن الأردنيين والمصريين يتبنون "موقفًا موحدًا متقدمًا" برفض التهجير.
وكان ترامب قد قال، في مؤتمر صحفي، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض الثلاثاء: "سنتولى السيطرة على قطاع غزة.. وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة، ونخلق تنمية اقتصادية لتصبح ريفيرا الشرق الأوسط" وفق تعبيره.
وتاليًا نص الحوار مع العبادي:
هذا حديث غير معقول، فمنذ نجاحه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، اتخذ ترامب قرارات مفاجئة وتدلل على استعجال، ولم يسلم منها جيران بلاده وحلفاؤه في أوروبا، واليوم يتحدث بطريقة فوقية وفيها استعلاء عن تهجير سكان غزة من أرضهم، متناسيًا أن هذا القطاع فقد 50 ألف مواطن بآلة الإجرام التي استخدمها نتنياهو.
وما تحدث عنه ترامب شكل صدمة للجميع، حتى نتنياهو لم يتوقع ذلك، وبدت عليه علامات الدهشة، لكن اليوم والأهم أن ترامب يتحدى قرارات الشرعية الدولية، ولا يعير اهتمامًا للعالم بأسره، فهو يريد تهجير سكان غزة من أرضهم وأرض أجدادهم ويستولي على أرضهم لإقامة مشاريع اقتصادية تستولي عليها بلاده أو ربما شركاته، هذا أمر لا يصدق ولا يمكن القبول به، وبحديثه هذا إنما يضع العالم أمام مخاطر كبيرة ويعني أنه يريد تصفية القضية الفلسطينية.
هذا أمر يثير السخرية وحجة سخيفة، فما الذي يمنع ترامب أو أي جهة دولية من تفتيش القطاع وإزالة تلك القنابل عبر خبراء دوليين مختصين؟ لا أحد يعارض ذلك، وأنا واثق بأن الفلسطينيين لن يمانعوا.
وهناك سؤال: هل هذا ما لفت نظر ترامب؟ ألم يتأثر لمشهد موت 50 ألف فلسطيني ومئات آلاف الإصابات والمباني المهدمة؟
إن هذا انحياز غير معقول للباطل، وإذا استمر ترامب بهذا النهج فالمنطقة مقبلة على فوضى.
أتمنى ذلك، فالملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي والشعبان الأردني والمصري موقفهما موحد برفض التهجير وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.
وأنا وجهت دعوة للنقابات والأحزاب في الأردن إلى تنظيم مسيرات رافضة للتهجير، وأدعو البرلمان أيضًا لعقد جلسة قبيل زيارة الملك من أجل اتخاذ موقف صارم لرفض مقترحات ترامب.
أعتقد أن هناك مواقف متقدمة من السعودية والإمارات، وكذلك قطر والكويت، والمطلوب اليوم تنسيق أكبر، فالخطر إن كان محدقًا اليوم بفلسطين والأردن ومصر، سيصبح غدًا خطرًا أيضًا على كل الدول العربية.
شهية إسرائيل مفتوحة لابتلاع مزيد من الأرض العربية، ويجب اتخاذ كل السبل الكفيلة بديمومة وقف إطلاق النار، وممارسة كل الضغوط عبر ما تملكه الدول العربية من أوراق ضغط على الولايات المتحدة من أجل وقف مخططات ترامب الفوضوية، والشروع فورًا من قبل البيت العربي بالتحضير لإجراء انتخابات في فلسطين تشمل الضفة وغزة من أجل توحيد الموقف الفلسطيني.
لقد كان للعرب والمسلمين دور كبير في فوز ترامب، واليوم بإمكانهم الضغط ليس على ترامب وحده بل على الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ من أجل العدول عن قراراته.
وأقول بصراحة إن موقف الجاليات العربية والإسلامية كان متقدمًا في تنظيم مظاهرات مناهضة للحرب على غزة، واليوم لو جرت انتخابات للرئاسة الأمريكية فلن ينال ترامب والجمهوريون سوى أصوات قليلة منهم جراء القرارات الفوضوية التي اتخذها وانقلب فيها على كل وعوده بإحلال السلام.