كشف مصدر سياسي رفيع المستوى عن إعادة القيادات العراقية النظر باتفاقية انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد، مؤكدًا أن الحكومة العراقية ستطلب تمديد بقاء هذه القوات، ومن ضمنها القوات الأمريكية.
وقال المصدر، لـ "إرم نيوز"، إن "التحالف الدولي كان قد أعلن عن موعد انسحابه من العراق، إلا أنه تم تأجيل ذلك مؤقتًا بعد أحداث غزة وجنوب لبنان، حيث تم تمديد البقاء بشكل مؤقت".
وأضاف أنه "مع التطورات في سوريا ومتغيرات الخريطة الأمنية والمخاطر التي قد تشكلها سوريا على العراق خلال المرحلة المقبلة، فإن القيادة السياسية في العراق تفكر جديًّا بتقديم طلب رسمي لتمديد تواجد التحالف الدولي في البلاد إلى أجل غير مسمى".
وبين المصدر، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "العراق كان مركزًا رئيسًا للعمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم داعش في العراق وسوريا على حد سواء، وأن الواقع الجديد يفرض حاجة العراق إلى استمرار مهمة التحالف، وهذا ما تمت مناقشته مليًّا بين القيادات السياسية والقيادات الأمنية".
وأشار إلى أن "رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، كان يواجه ضغوطات إيرانية كبيرة، فضلًا عن ضغوطات داخلية من قبل بعض الكتل السياسية التي ترتبط بعلاقات مع طهران، للدفع به إلى طلب انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن متغيرات الساحة الإقليمية وانحسار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، أعطت متنفسًا لرئيس الحكومة للتحرك بحرية، واتخاذ القرارات باستقلالية وأريحية".
وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أن رئيس الحكومة العراقية أبدى ارتياحه خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 13 من كانون الأول الماضي، حول تلويح أمريكي بإعادة انتشار القوات الأمريكية في المنطقة في ظل الاضطرابات السورية.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن وجود أكثر من 2500 جندي أمريكي في العراق، بالإضافة إلى بعض القوات المؤقتة الداعمة التي يجري نشرها بشكل دوري.
وعاد الوجود الأمريكي للعراق مع تشكيل التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم داعش، في أيلول عام 2014، حيث قدمت القوات الأمريكية خدمات للقوات العراقية، منها التدريب والدعم اللوجستي والاستخباري، فضلًا عن الدعم الجوي للقطعات العراقية على الأرض التي كانت تقوم بتحرير المدن من داعش.