تتصدر مباحثات القمة المرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملفات مستقبل قطاع غزة واليوم التالي للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تساؤلات حول طبيعة الخطة التي قد يضعها الزعيمان لمستقبل القطاع.
وبحسب تقارير عبرية، يركز نتنياهو بشكل أساسي على الوضع في غزة، ساعيًا للحصول على تعهد أمريكي بإسقاط حكم حماس، إلى جانب مناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع الحركة، والتي من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأنها نهاية الأسبوع الجاري.
وتأتي هذه القمة في وقت أكد فيه ترامب عدم وجود ضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار في غزة، بينما يعمل نتنياهو على إعادة تشكيل طاقم المفاوضات الخاص بالتهدئة، وسط إصرار شركائه في الائتلاف الحكومي على استئناف القتال بعد استعادة الرهائن والمحتجزين.
ويرى إيهاب جبارين، الخبير في الشأن الدولي، أن نتنياهو يسعى إلى حسم مسألة "اليوم التالي للحرب" ومستقبل غزة في لقائه المرتقب مع ترامب، لتحقيق عدة أهداف استراتيجية.
وأوضح جبارين، لـ"إرم نيوز"، أن الهدف الأول يتمثل في ضمان مستقبله السياسي عبر تحقيق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها إسقاط حكم حماس في غزة، خاصة أن ذلك يُعد أحد المبررات الأساسية لطول أمد الحرب.
أما الهدف الثاني، فيتمثل في الحصول على صفقة مقبولة لشركائه في اليمين المتطرف تضمن بقاءهم في الائتلاف الحكومي، ما يمنع إسقاط حكومته.
أما الهدف الثالث، فيتعلق بضمان التوافق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن إعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث يُعتبر مستقبل غزة وتغيير الحكم فيها من أبرز ملامح هذه الرؤية، وفقًا لجبارين.
وأضاف: "بتقديري، سيتم تحديد خطوط عريضة لشكل اليوم التالي للحرب ومستقبل غزة، وسيسعى الطرفان إلى إعادة تشكيل دور حماس بحيث تصبح جزءًا من الحكم، ولكن بصيغة تضمن الهدوء وتسهّل تنفيذ المخططات الإقليمية".
بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، إن نتنياهو يسعى لتحديد ملامح اليوم التالي للحرب، بما يضمن عدم بقاء حماس سياسيًّا أو عسكريًّا، مع العمل على تشكيل قيادة فلسطينية بديلة.
وأوضح جعارة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن البنود الرئيسة المتعلقة بمستقبل الحكم في غزة ستوضع خلال زيارة نتنياهو الحالية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تمديد الزيارة يعكس زخم المباحثات وتقدمها الإيجابي.
وأضاف: "لا يختلف ترامب مع نتنياهو بشأن مجمل القضايا، لكن الخلاف بينهما يكمن في آلية التنفيذ والتوقيت لكل خطة".
وأشار إلى أن إصرار ترامب على وقف القتال يُعتبر نقطة محورية في هذه المباحثات، حيث يسعى لتمرير رؤيته الخاصة بمستقبل غزة.
وأكد جعارة أن تل أبيب وواشنطن تعتزمان تحييد أي دور لحماس والسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، مع العمل على تصفية دور السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بما يخدم خطة التسوية الأمريكية.
وختم قائلا:"لن يكون أمام الفلسطينيين سوى القبول بالمخططات الإسرائيلية الأمريكية، خاصة أن الحرب في غزة فرضت واقعًا جديدًا لا يمكن تغييره، ما سيجعل المنطقة بأسرها مضطرة للتعامل مع هذا الواقع".