ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
عصام العبيدي
كشفت مصادر عراقية مطلعة عن فحوى الرسائل، التي حملها رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري إلى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وترأس الشطري، الذي تولّى قيادة جهاز المخابرات قبل أيام، وفدًا عراقيًا أمنيًا إلى سوريا، حيثُ التقى الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.
وفي حين رحبت أوساط عراقية، بخطوة الانفتاح على سوريا الجديدة، رفضت أحزاب ونواب مقربون من إيران هذه الانفتاح، بداعي تورط الشرع بالانضمام للتنظيمات الإرهابية.
وتشهد الساحة العراقية حالة من الجدل والنقاش حول كيفية التعامل مع الوضع الجديد في سوريا، خاصة في ظل الموقف الإيراني الذي بدا ناقمًا على هذا التغيير، مع إطلاق مسؤولين إيرانيين تصريحات مناهضة للتحولات السياسية هناك.
وقال مصدر في جهاز المخابرات العراقية، إن "الزيارة حملت رسائل عدة وعلى اتجاهين، حيث أبلغ المسؤولون العراقيون نظراءهم في سوريا بأنهم منفتحون على تقديم المساعدة الأمنية، وتطوير التعاون في ملفات حفظ الحدود المشتركة، مع إمكانية استئناف التبادل التجاري".
وأوضح المصدر، الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز"، أن "الرسائل العراقية، كانت واضحة، بأن بغداد، غير معادية للتجربة الجديدة في سوريا، وهي تنظر لها بشكل طبيعي، بعيدًا عن أية رؤى في المنطقة، وسيعمل المسؤولون الأمنيون وفق هذا المنظور".
وأشار المصدر إلى "تلقي تطمينات من الشرع بأن الحدود العراقية مؤمنة، وأن الحراسة مشددة على السجون، وكذلك منافذ تهريب المخدرات".
من جهته، رأى المحلل السياسي، خالد الغريباوي، أن "الزيارة تعكس إدراك العراق لأهمية سوريا كملف أمني حساس وكمحور رئيس في تحقيق استقرار المنطقة، خاصة في ظل التقاطعات الإقليمية والدولية التي تؤثر على أمن البلدين".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "سوريا بالنسبة للعراق تمثل امتدادًا جغرافيًا وأمنيًا مشتركًا، ما يجعل التعاون الأمني ضرورة حتمية".
وبيّن الغريباوي أن "زيارة الشطري إلى دمشق تُرسل رسالة واضحة مفادها "أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ومنع التدخلات الأجنبية التي قد تزعزع استقرارها، مما يؤثر بشكل مباشر على أمن العراق".
من جهته، انتقد النائب عن محافظة النجف، هادي السلامي، لقاء الشطري بأحمد الشرع، واصفًا هذه الخطوة بأنها "متسرعة وغير موفقة" من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار السلامي عبر حسابه على منصة "أكس" إلى أن "الجولاني داعشي مجرم قتل العشرات من العراقيين"، وكان معتقلاً في سجن بوكا".
وتؤكد الحكومة العراقية الحالية عبر مستشارين ومقربين منها، أن موقفها تجاه سوريا الجديدة مستقل، وهو ينبع من المصلحة الوطنية، وذلك بعد تلقيها انتقادات بأنها تنتظر الموقف الإيراني تجاه التغيير هناك.