أكد محللون سياسيون تونسيون، أن زيارة الرئيس قيس سعيد إلى عدد من المدن وحديثه عن ملفات الفساد أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب على الفساد قد استعادت زخمها.
وقال سعيد خلال زيارته إلى محافظة سوسة: "إن "منتوجات هنشير النفيضة كانت تغطي حاجيات العديد من المحافظات قبل أن ينتشر الفساد"، في إشارة إلى أراض شاسعة تمتد على عشرات الكيلومترات تحت ملك الدولة.
مواصلة الحرب على الفساد
وأمر سعيد، بحسب ما كشفته رئاسة الجمهورية التونسية في بيان، بفتح تحقيق في "الخراب الذي طال هنشير النفيضة" وذلك بعد أيام من فتح تحقيقات بشأن ما طال هنشير الشعال بصفاقس، وهي ضيعة تضم نحو 400 ألف هكتار.
وعلق المحلل السياسي التونسي، نبيل الرابحي، على الأمر بالقول إنها "ليست دفعة جديدة لمحاربة الفساد بل هي مواصلة لهذه الحرب التي بدأت، في 25 يوليو 2022، وكان وقتها القرار واضحًا وتم رسم سياسة دولة واضحة لمكافحة الفساد" وفق تعبيره.
وأضاف الرابحي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "بمثل هذه الزيارات، يريد الرئيس قيس سعيد أن يُشرك المسؤولين في هذه الحرب ويجعلهم ينخرطون فيها، حيث إنهم -مع الأسف- لم يستوعبوا الفكر الجديد، والمشروع الجديد، وطموح تونس في هذه المرحلة".
وشدد على أن "المسؤولين ما زالوا يتعاملون بسياسة ما قبل 25 يوليو، حيث إن المناصب بالنسبة لهم تشريف وليست تكليفًا، وإلى الآن ما زالت الدولة الاجتماعية لم تطأ أذهانهم وتفكيرهم، وليسوا منخرطين في هذه الحرب" بحسب قوله.
وأضاف المتحدث أن "هناك سياسة تواصلية لشن حرب على الفساد، وصحيح أن السنوات الخمس المقبلة حاسمة في مدة حكم الرئيس قيس سعيد، وستكون ولاية جديدة لتكريس الدولة الاجتماعية ومقاومة الفساد، ونعلم جيدًا أن الفساد كان يمثل عائقًا أمام النمو".
وتابع الرابحي قوله: "اليوم أعتقد أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع دون استثناء، وليس هناك أسماء أو حيتان كبيرة، بل اقتصاد ريعي ومنح عائلات بعينها امتيازات وتهميش بقية التونسيين، مما أنهك الدولة، وأعدم الفرص بالنسبة للشباب".
مزيد من الوضوح
ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إنه "من المهم بالفعل فتح ملفات الفساد التي تحوم حول استغلال الأراضي الدولية التي تشمل مئات آلاف الهكتارات، خاصة أن البلاد تسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي الذاتي في ظل الأوضاع العالمية الجديدة".
وتابع العبيدي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "هذا مهم، لكن يجب أن يكون هناك مزيد من الوضوح تجاه الإجراءات التي تشمل من تم إيقافهم وأيضًا حيثيات القضايا التي تم فتحها".
وأكد أن "هناك العديد من رجال الأعمال نجحوا في تكديس ثروات طائلة من خلال احتكار بعض المجالات من خلال استغلال هذه الأراضي، لكن يجب توعية الرأي العام بشأن تفاصيل هذه القضايا والملفات التي تم فتحها".