كشف نائب محافظ القنيطرة السورية محمد السعيد، أن إسرائيل أنشأت 8 قواعد عسكرية في المحافظة؛ ما أدى إلى إغلاق 6 آلاف هكتار من الأراضي.
وذكر السعيد أن إسرائيل أنشأت خلال الفترة الأخيرة أكثر من 8 قواعد عسكرية شمالي محافظة القنيطرة، وصولًا إلى حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، معتبراً أن ذلك يمثل انتهاكاً واضحاً للاتفاق، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول".
وقال إن "الانتهاكات أدّت إلى حرمان السكان من استخدام نحو 6 آلاف هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) من الأراضي الزراعية والمراعي. كثير من العائلات التي تعتاش على تربية المواشي فقدت مصدر رزقها".
وأشار إلى أن إسرائيل تزعم وجود قوات لـ"حزب الله" وإيران لتبرير اعتداءاتها على المناطق السكنية في القنيطرة، مضيفا: "في قرية الحميدية دمّروا أكثر من 15 منزلاً".
واستدرك قائلاً إن عناصر "حزب الله" وإيران أُخرجوا بالكامل من المنطقة مع عملية "ردع العدوان"، مبيناً أن المنطقة حالياً تخضع لسيطرة وحدات الأمن التابعة لوزارة الداخلية السورية.
و"ردع العدوان" عملية عسكرية أطلقتها المعارضة السورية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ضد قوات نظام بشار الأسد، وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول بسطت سيطرتها على العاصمة دمشق لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وذكر السعيد أن الجيش الإسرائيلي يحاول شرعنة أنشطته في المحافظة استنادًا إلى حجج وذرائع لا أساس لها من الصحة، مبينا أن "الانتهاكات (الإسرائيلية) ليست عسكرية فقط، بل تُنتج آثاراً تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للناس".
وأردف موضحا: "الناس لا يستطيعون الذهاب إلى أراضيهم الزراعية ولا الوصول إلى مناطق الرعي، وهذا أوصل تربية المواشي في منطقة تكافح أصلًا مع الجفاف إلى حافة الانهيار".
وأشار نائب المحافظ، إلى أن أكبر صعوبة تواجهها محافظة القنيطرة اليوم، هي استمرار الانتهاكات الإسرائيلية مثل احتلال الأراضي الزراعية وهدم المنازل.
وأضاف: "هذه الانتهاكات تُصعّب الحياة اليومية للمدنيين، وتؤثر سلبًا على نفسية السكان".
وشدّد على أن انتهاكات إسرائيل تتعارض مع القانون الدولي، قائلاً: "على إسرائيل أن تعود إلى اتفاق عام 1974، الحكومة السورية تواصل التزامها بهذا الاتفاق، على المجتمع الدولي أن يتحمّل المسؤولية تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في المنطقة".
وأكّد السعيد أن المحافظة شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال الخدمات بعد سقوط النظام.
وقال: "في السابق، كانت الطرقات مغلقة بحواجز خرسانية من قبل النظام السابق. مع الإدارة الجديدة، فُتحت هذه الطرقات، وأُعيدت خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات. كما تُنفّذ أيضاً خدمات جمع القمامة والتخلص منها".
وذكر أن استمرارية الخدمات مهددة أيضاً بسبب استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، واعتبر أنّ "أكبر مشكلة في المنطقة هي انقطاع الكهرباء. الآبار تعمل بالكهرباء. انقطاع الكهرباء يعني انقطاع المياه، والاتصالات، والخدمات الأساسية. ما يحدث يدفع الناس إلى النزوح".
وأشار السعيد إلى أن المواطنين بالمنطقة يطالبون بإصلاح شبكات الكهرباء، وتوفير الطاقة دون انقطاع، وإعادة خدمات المياه، مؤكداً أن تلبية هذه المطالب ستُمكّن السكان من البقاء في منازلهم، ومقاومة التهجير القسري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع بعد إسقاط النظام، فاحتلت المنطقة العازلة وتوغلت في محافظات القنيطرة وريف دمشق ودرعا، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974، كما احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي.
وأقامت إسرائيل قواعد في قرى جباتا الخشب، وقرقس، والقحطانية والكودنة بمحافظة القنيطرة.