لم تكن تعلم عائلة حجازي أن صباح الخامس والعشرين من مارس/ آذار الماضي سيكون تاريخًا مختلفًا عن باقي أيام الحرب المتواصلة في قطاع غزة، فهو اليوم الذي اختلفت فيه حياتهم وحياة طفلهم محمد بالكامل، وتغيرت ملامح مستقبله.
"محمد" ذو السبعة أعوام نزل أسفل منزل عائلته الواقع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، من أجل اللعب مع أقرانه، لتفاجئ العائلة بعد لحظات بسماع دوي انفجار كان السبب في فقدان طفلهم لكلتا عينيه، حيث تم استئصال إحدى عينيه بينما تتحسن الأخرى بشكل تدريجي.
وقال خالد حجازي، والد محمد، إن "طفله أصيب في عينيه بانفجار جسم مشبوه من مخلفات الجيش الإسرائيلي، ما أدى لفقدانه كلتا عينيه"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأجسام تسببت بمقتل عدد من الأطفال خلال الفترة الماضية.
وأوضح حجازي، لـ"إرم نيوز"، أن "المخلفات التي أصيب بها طفله كانت عبارة عن قنبلة أطلقتها طائرات إسرائيلية مسيرة خلال فترة اجتياح مخيم جباليا"، لافتًا إلى أنه ومع اللحظات الأولى تعرض طفله لنزيف في عينيه.
وأضاف: "بعد نقل محمد إلى المستشفى، اضطررت للموافقة على استئصال كلتا عينيه، إلا أن الطبيب وخلال العملية قرر استئصال العين اليمنى وترك اليسرى لتلقي العلاج"، لافتًا إلى أن هناك تحسنًا طفيفًا في النظر بالعين اليسرى.
واستدرك قائلًا: "لكن وجود طفلي داخل غزة وعدم تلقي العلاج الملائم قد يحرمه من عينه اليسرى، وهو الأمر الذي يتطلب نقله بشكل عاجل إلى خارج القطاع لتلقي العلاج اللازم"، مؤكدًا أنه مستعد للتبرع بكلتا عينيه لطفله.
وتابع: "للأسف الإمكانيات في غزة ضعيفة للغاية، لكن هناك أمل في تحسن حالته الصحية، وبالرغم من هروبنا إلى جنوب القطاع، إلا أننا لم نتمكن من إنقاذ طفلنا، والمعدات العسكرية الإسرائيلية لاحقتنا حتى بعد تنقلنا أكثر من مرة وفي أكثر من مكان".
وأشار إلى أن "حياة العائلة صعبة للغاية خلال الفترة الحالية بسبب إصابة طفلهم، وأن محمد لا يقبل بفراق والديه ولو لدقائق"، مشددًا على الحاجة الملحة لنقل طفله إلى الخارج لتلقي العلاج وزرع عين يمنى من خلال متبرع.
وحذر من أنّ "عدم نقله للعلاج في الخارج سيزيد من حالته الصحية سوءًا، ولو كان الأمر بيدي، فأنا مستعد لمنحه كلتا عيني من أجل أن يرى، ونأمل أن تتوقف الحرب وأن يتمكن محمد من السفر ليتمكن من الرؤية بعينيه"، حسب تعبيره.
