تعكس عودة "لواء الجليل" الإسرائيلي للسيطرة الكاملة على الحدود اللبنانية، رغبة إسرائيل بفرض واقع جديد في المنطقة، وفق ما أكده خبيران.
والأحد، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه "بعد حوالي نصف عام من التهدئة مع حزب الله، قررت قيادة الشمال تنظيم قواتها على الحدود مع لبنان، إذ تم إعادة (لواء الجليل) للسيطرة على كامل خط الحدود".
واعتبر الخبيران أن "التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لإعادة رسم المعادلة الأمنية، إذ تمكنت إسرائيل من إلغاء ترتيبات عام 2006 لصالح فرض واقع جديد".
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية-الأمريكية، حسين الديك، إن "السيطرة على كامل خط الحدود مع لبنان ما زال موجوداً على الأجندة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وهذا احتمال قوي ووارد؛ لأن تدمير حزب الله لم يتم نهائياً حتى اللحظة".
وأضاف الديك، لـ "إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي وفق العقيدة الأمنية والخطط العسكرية ما زال حاضرا بقوة على الحدود اللبنانية، وإسرائيل لا تخفي ما تقوم به من عمليات عسكرية داخل العمق اللبناني من أجل تحقيق الأهداف المرسومة لها".
وأوضح أن "هذه الأهداف حتى الآن لم تتحقق، وهي القضاء نهائياً على حزب الله وترسانته العسكرية، وإذا لم تقم الحكومة اللبنانية بنزع هذه الترسانة، فإن الجيش الإسرائيلي هو الذي سيتكفل بذلك" وفق تعبيره.
ولفت الديك إلى أن "المرحلة الحالية هي مرحلة التطويع وما يعرف بنظام الشرق الأوسط الجديد؛ أي أن تكون هناك حالة من الاستقرار النسبي، وكما يبدو هناك إجماع شبه دولي على ذلك، من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وروسيا أيضاً" وفق قوله.
وبيّن الخبير أن "كل من يحاول أن يتمرد على هذا الاستقرار وعلى هذا التوجه الجديد سيتم تدميره حتى عسكرياً، كما أن إسرائيل ما زالت حاضرة وتنظر بعين الريبة إلى تحركات حزب الله في الجنوب اللبناني، وأخيراً بعد الانتخابات المحلية والبلدية الاختيارية الأخيرة في لبنان".
من جانبه، قال أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، علي الأعور، إن "السابع من أكتوبر أعاد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، وهذا ما كان يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".
وأضاف الأعور لـ "إرم نيوز" أن "نتنياهو تمكن من إعادة السيطرة على الحدود مع لبنان، وألغى كل اتفاقيات العام 2006، ومرة أخرى أصبحت الدولة اللبنانية هي صاحبة القرار الأمني والسياسي في الجنوب اللبناني، بعد الضربات التي تلقاها حزب الله من إسرائيل".
وأوضح أن "نتنياهو أعاد لواء الجليل وما زال يحتفظ أيضاً بخمس نقاط عسكرية في الجنوب اللبناني، كما أن إسرائيل تقصف يومياً مناطق في الجنوب اللبناني وفي صيدا والبقاع، ولكن الأهم من ذلك أن الاتفاق الذي وقّع بين إسرائيل ولبنان برعاية أمريكية لم تلتزم به إسرائيل وأعادت السيطرة على الحدود مع لبنان".
وأشار الأعور إلى أن "لواء الجليل يعود من جديد ويسيطر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وهذا ما كان يسعى إليه نتنياهو، إذ يعمل على رسم حدود لبنان متجاوزاً كل الاتفاقيات الدولية".