كشف دبلوماسيون عرب وغربيون أن آلاف العسكريين من الإيرانيين وحلفائهم فروا من سوريا على امتداد الأسابيع الأخيرة التي تلت سقوط نظام بشار الأسد، في خطوة اعتبروا أنها شكلت "ضربة استراتيجية قوية" لطهران.
وبحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الدبلوماسيين فإن الآلاف من مقاتلي المجموعات المدعومة من إيران كانوا يتمركزون في سوريا، خاصة في شرق البلاد، فضلا عن دمشق وحلب وأماكن أخرى.
إلا أن معظم تلك القوات الإيرانية بمن فيهم ضباط الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب المقاتلين الأفغان والعراقيين والسوريين، عادوا وغادروا على عجل متجهين نحو مدينة القائم الحدودية على الجانب العراقي، وفق ما كشف مسؤولون غربيون وعرب.
وأشار الدبلوماسيون إلى أن بعض الإيرانيين المتمركزين في دمشق توجهوا جواً إلى طهران، بينما فر مقاتلو حزب الله في غرب البلاد عن طريق البر إلى لبنان، بحسب ما نقلت الصحيفة.
وعن مصير العتاد والأسلحة التي كانت بحوزة تلك هذه المجموعات قال تقرير الصحيفة إنه "يبدو أنها تركت في مواقعها".
وكشف دبلوماسيون غربيون أنه مع فرار الآلاف من العسكريين الإيرانيين وحلفائهم من البلاد، اضطروا إلى ترك كميات كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة التي فجرتها إسرائيل لاحقًا، أو استولت عليها "هيئة تحرير الشام" وجماعات أخرى متحالفة معها.
وردا على سؤال عما إذا كان الإيرانيون قد خرجوا بالكامل من سوريا، قالت باربرا ليف، كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، الاثنين الماضي: "إلى حد كبير نعم، إنه أمر غير عادي" وفق تعبيرها، معتبرة أن سوريا أصبحت الآن "منطقة معادية لإيران"، لكنها أوضحت أن "هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا إعادة إرساء وجودهم ثانية".
وعلق ميك مولروي، المسؤول السابق في "البنتاغون" خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن انهيار نظام الأسد، أدى إلى "تقليل نفوذ إيران في المنطقة وقدرتها على دعم ورعاية المنظمات الإرهابية"، وفق تعبيره.