logo
العالم العربي

بعد الضربات الموجعة.. ما خيارات الحوثيين للرد على إسرائيل؟

بعد الضربات الموجعة.. ما خيارات الحوثيين للرد على إسرائيل؟
قصف إسرائيلي على صنعاءالمصدر: رويترز
05 سبتمبر 2025، 2:16 م

بعد مرور أسبوع كامل على الهجوم  الإسرائيلي الدامي في صنعاء، ما زال ردُّ الحوثيين المقابل، "لا يتناسب مع حجم الخسائر التي خلفتها عملية تل أبيب الموجعة على المستوى القيادي والجانب المعنوي لدى الميليشيا"، طبقاً لخبراء ومحللين.

ومنذ الاثنين الماضي، كثّف  الحوثيون من هجماتهم العسكرية على أهداف متفرقة في إسرائيل، شملت مصالحها التجارية في ممر الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، عبر 12 عملية في غضون 5 أيام، إحداها نُفّذت بصاروخ يحمل "رأساً انشطارياً"، في ردّ تقول الميليشيا إنه ما زال في مستواه "الأوليّ".

وعقب الضربة التي حصدت رؤوس العشرات من قيادات حكومة الحوثيين غير المعترف بها، بمن فيهم رئيس الحكومة أحمد الرهوي، توعّدت الميليشيا إسرائيل بـ"عقاب قاسٍ" يجعل أيامها المقبلة "سوداء"، بحسب تصريحات رئيس ما يسمّى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، مهدي المشاط، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات عن سيناريوهات الرد المحتملة، وخيارات التصعيد المقبلة، في ظل التحديات الماثلة على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي.

 معادلة صفرية

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد ركن، ياسر صالح، أن ثمّة "خللاً كبيراً في ميزان الردع، بين الجماعة الحوثية و إسرائيل، من حيث الإمكانيات، والقدرات العسكرية".

وقال صالح لـ"إرم نيوز"، إن رد الحوثيين لن يكون مختلفاً عن سابق عملياتهم العسكرية، "باستثناء رفع وتيرة الاستهدافات تارة بواسطة الطيران المسيّر، وتارة عبر الصواريخ الباليستية، لأن هذا أقصى ما تملكه الجماعة في الوقت الراهن من وسائل ردع".

وأشار إلى تزايد عمليات الحوثيين العسكرية على إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، ومصالحها المتمثلة بسفنها المارّة في مياه البحر الأحمر أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، "مع احتمال أن تشهد المرحلة المقبلة استهداف مصالح إسرائيل في المنطقة".

وذكر أن الحوثيين يدركون أن أي تصعيد قادم من قبلهم، سيواجه بتصعيد إسرائيلي أكبر، خاصة في ظل انطلاق التحرك الحقيقي لاستهداف قياداتهم، "وبالتالي سيكون الرد موجعاً أكثر، ولذلك يحاولون تفاديه على الأقل خلال المرحلة الحالية".

ووصف الخبير العسكري، ما يجري بـ"المعادلة الصفرية" في ظل التأثير المحدود لعمليات الحوثيين، وعدم قدرتهم على إرسال أكثر من صاروخين في وقت واحد، في ظل امتلاك إسرائيل قدرات دفاعية جوية متقدمة، تمكّنها من التصدي لها وإحباطها.

وإلى جانب الوعيد الحوثي، هدد الحرس الثوري الإيراني، بـ"رد قوي ومؤلم" من قبل "المقاومة في المنطقة واليمنيين المقاومين"، يؤدي إلى ندم إسرائيل على عمليتها الأخيرة في صنعاء.  

أخبار ذات علاقة

يسرائيل كاتس

مستشهداً بالعهد القديم.. كاتس يتوعد الحوثيين بـ"الضربات العشر"

سيناريوهات محتملة

ويعتقد المحلل العسكري، العقيد محسن الخضر، أن الخيارات الفعلية لدى الحوثيين "تبقى محدودة، فالجماعة استنزفت معظم أدواتها التقليدية من صواريخ ومسيّرات وهجمات بحرية، على مدى العامين الماضيين، دون تحقيق اختراق إستراتيجي".

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هجوم إسرائيل الأخير، لن يوقف الجماعة عن مواصلة عملياتها ونزعتها نحو التصعيد "نظراً لحاجتها إلى تأكيد استمرارية قدرتها على الرد، لكن يبقى تأثير ذلك محدوداً من الناحية العسكرية".

وقال الخضر، إن الصواريخ "الإنشطارية" المقلقة لتل أبيب، قد تكون سمة المرحلة المقبلة في عمليات الحوثيين، بهدف إحداث صدمة أو تجاوز جزئي لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، "لكن ذلك مرهون بمخزونهم الإستراتيجي من هذه الصواريخ".

وأشار إلى إمكانية حصول الميليشيا خلال الفترة المقبلة على تقنيات صاروخية إيرانية جديدة، أكثر تطوراً وتقدماً، لإحداث الإرباك المطلوب، في ظل دخول المواجهة إلى مربعات غير مسبوقة من العنف، فضلاً عن لجوء الحوثيين إلى التصعيد الواسع في البحر الأحمر، ورفع مستويات الاستهداف للسفن والناقلات المرتبطة بتل أبيب.

وبحسبه، فإن طبيعة الرد الحوثي "تظل محكومة بعاملين، محدودية الإمكانيات من جهة، ورغبتهم في إرسال رسالة للداخل والخارج بأن قدراتهم لم تشلّ رغم خسارة قيادات بارزة، وبالتالي، قد يكون الهدف القادم أكثر رمزية منه تأثيراً عسكرياً، سواء عبر محاولة إصابة منشأة حساسة أو تعطيل مرفق حيوي لفترة وجيزة".

ترميم الداخل

وعلى إثر الاهتزاز البيني الذي أحدثته عملية اغتيال قادة الحوثيين الإداريين، وما زرعته من شكوك حول موثوقية الإجراءات الأمنية المتبعة، ومدى الاختراق الاستخباراتي الذي حققته إسرائيل، حاولت الميليشيا استثمار الاحتفالات التي أقامتها يوم الخميس، بمناسبة "المولد النبوي"، لإعادة ترميم الصورة المعنوية على المستوى الداخلي.

أخبار ذات علاقة

موقع هجوم إسرائيلي على صنعاء

ضربة صنعاء الغامضة.. هل نجحت إسرائيل في فك "شيفرة" الحوثيين بخيانة داخلية؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC