بعد 7 أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، أطلق الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، مساء الخميس، الهوية البصرية الجديدة للبلاد، وهي خطوة لم تمر دون سجال بين من أكد ارتباطها بتاريخ البلاد، وبين من اعتبرها مستوحاة من الشعار الألماني .
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن الهوية الجديدة تجسد العقاب الذهبي السوري شعاراً جديداً للبلاد، بعد تحريره من شكله السابق ليكتسب معاني عصرية، ويستحضر الماضي للدلالة على استعادة الدولة من جديد، وينظر للمستقبل بمفاهيم مختلفة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الأخيرة.
وفي مادة أفردتها للحديث عن المعاني التي تحملها الهوية البصرية، قالت إن العقاب الذهبي السوري بتاريخ عريق يمتد من الفتح الإسلامي إلى تأسيس الجمهورية السورية العام 1945 على يد الفنان خالد العسلي.
وأوضحت أن "النجوم الثلاثة التي ترمز للشعب، تحررت وأخذت مكاناً يعلو العقاب الذي يمثل الدولة، في إشارة إلى أن الشعب بات في موقع القيادة، بينما تحرسه الدولة وتخدمه"، بينما يجسّد الطائر الجارح وحدة الأرض السورية، حيث يمثل ذيله الخماسي المناطق الجغرافية الكبرى، وأجنحته المتزنة تضم 14 ريشة ترمز لكل المحافظات السورية على قدم المساواة.
وذكرت أن الشعار ينقل سوريا من "الدولة الأمنية" إلى "الدولة الحارسة" التي تركز على التعليم والصحة والاقتصاد، وتعكس، 5 رسائل رئيسة، هي: الاستمرارية التاريخية، وتمثيل الدولة الجديدة، وتحرر الشعب، إضافة لوحدة الأراضي، وعقد وطني جديد بين الدولة والشعب.
وسارع ناشطون إلى الدفاع عن رمزية العقاب، مؤكدين وجوده كشعار تاريخي منذ آلاف السنين على حيطان معابد مدينة تدمر التاريخية.
ووسط هذا السجال، لم يتأخر آخرون في التشكيك بجذور الهوية الجديدة، معتبرين أن التصميم يحمل تشابها لافتاً مع الشعار الألماني (النسر الفيدرالي)، ما فتح الباب أمام اتهامات بأن الشعار مستنسخ ولا يعكس خصوصية الهوية السورية.
وذهب البعض إلى القول إن التعديلات البصرية التي طالت العقاب قد أضعفت رمزيته التقليدية وجرّدته من هيبته التاريخية.
والنسر الفيدرالي الألماني مستمد من النسر الإمبراطوري الروماني الذي كان رمزاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة منذ العصور الوسطى، ويستخدم كرمز للقوة والسيادة والسلطة، بحسب موقع البرلمان الألماني.
