فاقمت إسرائيل من أزمة المجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة بسبب استمرار الحرب لأكثر من عام، من خلال سياسة استهداف موظفي الإغاثة الدوليين، وهو الأمر الذي يعيق عمل المنظمات الدولية بالقطاع.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن 3 من موظفي منظمة "المطبخ العالمي" الدولية العاملة في غزة، قتلوا إثر غارة جوية إسرائيلية.
وأكدت المصادر أن الغارة استهدفت سيارة كانت تسير على شارع صلاح الدين (محور فيلادلفيا).
وإثر ذلك، أعلنت منظمة "المطبخ العالمي"، تعليق عملياتها في القطاع.
وتأتي الحادثة في وقت يعيش فيه سكان القطاع أزمة جوع خانقة تضرب مختلف المناطق، خاصة في ظل الكميات المقننة التي تدخلها إسرائيل لغزة، في حين تنشط العصابات المسلحة التي تعمل على سرقة شاحنات المساعدات الغذائية.
قال الخبير في الشأن الفلسطيني، جهاد حمد، إن "إسرائيل تستخدم سياسة التجويع ضد سكان القطاع والنازحين لتحقيق هدفين رئيسيين"، يتمثل الأول في الضغط شعبيًا على حركة حماس وإضعاف حكمها لغزة.
أما الهدف الثاني، وفق ما قاله الخبير لـ"إرم نيوز"، فيتمثل في "إجبار الحركة على القبول بتقديم تنازلات جوهرية وغير مسبوقة لإتمام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل"، وأكد أن سياسة التجويع ستؤدي إلى تحقيق هذه الهدفين.
وأشار إلى أن "صعوبة الأوضاع المعيشية في القطاع تزيد من الانفلات الأمني والاقتصادي فيه، وتُعد سببًا رئيسيًا في زيادة معاناة السكان وصعوبة حياتهم، كما أن ذلك يدفعهم لقرارات غير متوقعة"، مبينًا أن ذلك يحقق لإسرائيل قدرة السيطرة الأمنية على غزة.
وبيّن أن "إسرائيل تؤكد أن كل ما في القطاع هو أهداف مشروعة لجيشها بما في ذلك المنظمات الدولية، التي يتوجب عليها الامتثال لسياساتها بشأن غزة، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف موظفي المنظمات الدولية".
بدوره، يرى الخبير في الشأن الفلسطيني، نصر عبد الكريم، أن "استهداف المنظمات الدولية يساهم بشكل كبير في تجويع السكان في غزة؛ إلا أن الهدف الأساسي لإسرائيل يتمثل في التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، وفرض أسلوبها في الإدارة على القطاع".
وقال عبد الكريم، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل بشكل مخطط ومدروس من أجل اليوم التالي للحرب، وتضع الخطط العسكرية وتنفذها لضمان تحقيق رؤيتها بهذا الشأن"، مبينًا أن إسرائيل ترغب بإبعاد المنظمات الدولية الحالية، وتكليف منظمات تتبع مباشرة لها وللولايات المتحدة بإدارة المساعدات في غزة.
وأضاف "من الواضح أن إسرائيل ومنذ أشهر تعمل على جعل خططها لليوم التالي للحرب على غزة أمرًا واقعًا، وعلى إثر ذلك فمن المرجح أن تستهدف بشكل مباشر جميع العاملين بالمؤسسات الدولية، بما في ذلك العاملين بوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين (أونروا)".
وتابع "سيؤدي ذلك لقبول المجتمع الدولي بالمقترحات الإسرائيلية التي تقوم على أساس إنشاء إدارة مدنية مؤقتة في غزة، مهمتها الأساسية إغاثة السكان، كما أنها تتمكن جراء ذلك من سحب بساط الحكم من تحت أقدام قادة حماس".
وختم أن "إسرائيل ستواصل استهداف المنظمات الدولية تحت ذرائع واهية، وهو الأمر الذي سيمكنها من تجميد عمل تلك المؤسسات ما يزيد الأوضاع الإنسانية سوءًا في غزة ويجبر حماس على القبول باتفاق التهدئة وفق شروط حكومة بنيامين نتنياهو".