logo
العالم العربي

اصطياد الجواسيس.. "حيلة" إسرائيل لحشد الدعم الغربي

اصطياد الجواسيس.. "حيلة" إسرائيل لحشد الدعم الغربي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: AFP
16 يونيو 2025، 8:59 م

قال خبيران إن تل أبيب أرادت من الإعلان عن اعتقال إسرائيليين مشتبه بهم في عمليات تجسس لصالح طهران، مضاعفة الدعم السياسي والعسكري الغربي لها أمام إيران.

وذكرا في حديثهما لـ"إرم نيوز"، أن الإعلان الإسرائيلي حمل رسائل مباشرة لأمريكا وأوروبا، على رأسها أن إيران تعمل وتخطط لتدمير إسرائيل، وأن عملية "الأسد الصاعد" لتل أبيب كانت ضربة استباقية بغرض الدفاع عن النفس أمام طهران قبل استهداف الأخيرة لمواقع عسكرية إسرائيلية.

وأشار الخبيران إلى أن هناك "رسالة مبطنة" أخرى لذلك الإعلان الإسرائيلي، تهدف لتحقيق ما يرمي إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدخال الولايات المتحدة في المواجهة عسكريًا بأي شكل.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الشرطة الإسرائيلية

اعتقال مواطنين إسرائيليين للاشتباه بتنفيذهما مهام لصالح إيران

وأعلن جهاز "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية مؤخرًا، عن اعتقال مواطنين إسرائيليين، للاشتباه بتنفيذهما مهام لصالح إيران.

رهان سياسي

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور حسين الديك، إنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها جهاز الأمن الإسرائيلي عن متعاملين مع إيران، حيث هناك عدة حالات في السابق، أبرزها توقيف أحد الوزراء السابقين وتقديمه للمحاكمة.

وأكد لـ"إرم نيوز"، أن هناك محاولات في السابق وحاليًا من جانب طهران للوصول إلى بعض المعلومات عن مواقع عسكرية حساسة داخل إسرائيل، التي كشفت الكثير منها، لكن الإعلان عن ضبط عملاء مؤخرًا يكتسب أهمية خاصة في ظل وجود مواجهة عسكرية بين الدولتين".

وأشار الدكتور الديك إلى أن "إعلان ضبط عملاء لصالح إيران في تل أبيب، لاقى رواجًا كبيرًا في الرأي العام الإسرائيلي، وحمل حالة من النقمة والسخط حول وجود اختراق واضح وكبير لصالح طهران في قلب إسرائيل تمثّل في قصف مواقع مدنية وسكنية"، مبينًا أن "حكومة تل أبيب استغلت ذلك لاستثماره محليًا بأن المخاطر تهددها وأن المواجهة ضرورة مع إيران".

وذكر "أن الاستغلال الأهم من جانب تل أبيب هو الرهان عليه سياسيًا على المستوى الدولي بتقديم رسالة للعالم أن إيران تعمل وتخطط لتدمير إسرائيل والقيام بأعمال عدائية ضدها وأن ما قامت به تل أبيب كانت ضربة استباقية بغرض الدفاع عن النفس".

وأوضح الدكتور الديك أن الرسالة التي تعمل تل أبيب على تقديمها للمجتمع الدولي والغربي جراء إعلانها عن الأمر، تكمن فحواها في التعبير عن أن سياسة إيران عدوانية تجاه إسرائيل وأمنها القومي.

إعادة تدوير

بدوره، رأى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عمرو حسين، أن الاختراق الاستخباراتي الإيراني لإسرائيل حاضر وعلى مستويات عليا توجت بما أعلن عنه مؤخرًا قبل اشتعال المواجهة بأسبوع حول قاعدة البيانات، التي تتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية ودعم الولايات المتحدة لتل أبيب في ذلك.

أخبار ذات علاقة

من آثار الغارات الإسرائيلية على طهران

ينقلون مسيّرات.. إيران تعلن توقيف جواسيس لصالح إسرائيل (فيديو)

المفاوضات النووية 

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن انعكاس هذه العملية توارى مع الضربات الإسرائيلية على إيران، ولكن آثارها وتأثيرها له أبعاد عدة ستستغل في أكثر من جانب سواء في الرد الإيراني بالمواجهة القائمة أو في المفاوضات النووية بعد الحرب المشتعلة.

وبيّن الدكتور حسين أن إعلان طهران وتفاخرها بعملية الاختراق بالداخل الإسرائيلي بهذه الوثائق جعل تل أبيب مرتبكة ومدفوعة برغبتها قصف إيران، كما جرى مع عملية "الأسد الصاعد" في ظل وقوع معلومات وخرائط دقيقة في يد الأخيرة حول مواقع وأهداف نووية وعسكرية في إسرائيل تستطيع أن تطولها صواريخ طهران، التي جاءت في الوثائق في الوقت المناسب خلال الأيام المقبلة حال استمرار الضربات.

مضاعفة الدعم السياسي

وأوضح أن هناك عملية "إعادة تدوير" مستمرة من جانب إسرائيل بخصوص جواسيس إيران في تل أبيب أمام الغرب وخطورتهم والتركيز على ذلك، حتى تصور لأمريكا وأوروبا شدة الخطر الذي يحيط بها من طهران، ليس فقط بغرض مضاعفة الدعم السياسي والعسكري من الغرب، ولكن لتحقيق ما يرمي إليه نتنياهو بإدخال الولايات المتحدة في المواجهة عسكريًا بأي شكل.

 ولفت الدكتور حسين إلى أن "حرب الجواسيس" مستمرة وترجح الكفة من جولة إلى أخرى في هذه المواجهة، التي كشفت عن "شبكات تجسس" في قلب الجانبين، وهو ما يُشير إلى أن الدور الاستخباراتي يتصدر الحرب الراهنة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC