logo
العالم العربي
خاص

مصادر أمريكية: "حماس" طلبت من واشنطن ضمانات بعدم تعرضها لمصير إيران

قيادات من حركة حماسالمصدر: رويترز

كشف مصدر أمريكي مطلع، أن حركة حماس طلبت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل الضربة الإسرائيلية على قيادات الحركة في الدوحة، "ضمانات قوية وتعهدات دولية علنية لتنفيذ أي اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في غزة".

ووفقًا للمصدر، طالبت الحركة بأن تكون هذه الالتزامات مستمرة، وأن لا ينتهي مفعولها بمجرد تسليمها الأسرى الموجودين لديها إلى إسرائيل.

وأوضح المصدر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس أبدت في رسالتها تخوفها من أن تلقى مصير إيران في حرب الـ12 يوماً، عندما كان يتحدث ترامب عن التفاوض مع طهران، وحدثت الخديعة بشن تل أبيب الحرب على إيران، بدعم من إدارة الرئيس الجمهوري.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

مصادر أمريكية لـ"إرم نيوز": ترامب حذر حماس من مصير دموي إذا رفضت مقترحه الأخير

خديعة ترامب

وبيّن المصدر، أن حركة حماس كانت ترى في المقترح نوعا من "الهشاشة"؛ ما جعلها تطلب التزامات علنية من إدارة ترامب، باستكمال نقاط الاتفاق كافة إن تم السير فيه، في ظل شكوكها في أن النقاط الخاصة بعودة الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة شبيهة بـ"المصيدة"، وأنه بمجرد حدوث ما يريده ترامب وإسرائيل برجوع الأسرى، سيكون عدم استكمال الاتفاق من تل أبيب وواشنطن، وشن حرب أقوى على غزة تبيد القطاع.

وتابع المصدر، أن حركة حماس أرسلت طلب التعهدات بأكثر من طريقة إلى ترامب، الذي كان رده علنا على ذلك بأن مثل التعامل بهذه الطلبات تعد تجاوزا للفرصة الأخيرة.

وأصبحت محاولة تصفية قيادات حركة حماس في قطر مؤخرا، وحرب الـ12 يوما ضد إيران في يونيو/ حزيران الماضي، وجهين متشابهين لخديعة يمارسها ترامب عند التفاوض أو رعاية محادثات، حيث إنه في الوقت الذي تجمّع فيه قادة حركة حماس في الدوحة لمناقشة المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين، جاءت الضربة لهم عبر إسرائيل بمباركة أمريكية.

ويشبه هذا الوضع ما حدث قبل حرب الـ12 يوما، حيث رأى خبراء أن إدارة ترامب خدعت الإيرانيين. فبينما كانت واشنطن تتمادى في المفاوضات النووية وتعمل على تهدئة التوتر بين طهران وتل أبيب، منحت إسرائيل الضوء الأخضر لشن حرب على إيران، مع توفير الدعم العسكري الأمريكي.

فخاخ ترامب

ويرى الباحث في الشأن الأمريكي، نبيه واصف، أن الخطأ في من يثق بأمريكا التي ليست صديقة للدول، بل تعمل لمصلحتها فقط وحماية أمن إسرائيل كثوابت لدى أي إدارة، وظهور واشنطن على أنها ساعية للسلام يكون عندما ينقطع بها السبيل، وهو ما لا يتكرر كثيرا.

وأوضح واصف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ما وُجّه للدوحة صفعة على وجه القانون الدولي وناقوس خطر يحمل ضرورة تحركات من عدة دول بالعمل على دعم تكتلات دولية للخروج من عنق الزجاجة المتعلق بالقطب الأوحد المتمثل في الولايات المتحدة، التي تتجاوز كل الأعراف، وتضرب بها عرض الحائط، وتشعر بنشوة في التعدي على سيادة الدول، وترفض أن يكون هناك استقرار دولي؛ لأن ذلك يجعلها دائما صاحبة الهيمنة.

وأشار واصف، إلى أن التاريخ الحديث، وخاصة في السنوات الأخيرة، مليء بأحداث تظهر بوضوح أن الولايات المتحدة تنصب الفخاخ. فهي تقود دولًا في مسارات تبدو فيها داعمة لها، ليتفاجأ الجميع بتراجع واشنطن عن وعودها أو توجيهها لهذه البلدان والحكومات في اتجاه معاكس تماما لما وعدت به. وعلى الرغم من وجود أمثلة عديدة على ذلك مع أطراف ودول عربية، إلا أن البعض ما زال ينبهر بالوعود الأمريكية ويظن أنها تهدف إلى إنهاء الأزمات.

ويظهر هذا بوضوح في حادثة الضربة التي تعرض لها قادة حركة حماس، الذين كانوا يجتمعون لمناقشة ورقة سلام أمريكية، وهو ما حدث أيضا مع إيران قبل حرب يونيو/ حزيران الماضي، التي انتهت بعدوان إسرائيلي.

أخبار ذات علاقة

ترامب ونتنياهو

"وول ستريت جورنال": ترامب وبخ نتنياهو بعد هجوم الدوحة

"جهاد الفنادق"

وفي وجهة نظر مغايرة، يرى  أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عبد المسيح الشامي، أن علاقة ترامب مع حلفائه تكون عادة قوية. ويضيف أنه على الرغم من "الخديعة" التي تعرضت لها حركة حماس مؤخرا، فإن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق قيادات الحركة نفسها.

ووفقا للشامي، لم تهتم قيادات حركة حماس بالوصول إلى حل ينهي معاناة الأبرياء في غزة، بينما هم يعيشون في الخارج. ووصف هذا الوضع بأنه "جهاد الفنادق".

وأضاف الشامي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس أصبحت عقبة وثقلا على قطر في الآونة الأخيرة، وهذا السبب الحقيقي في عدم قدرة الدوحة على تحمل ما تصمم عليه "حماس" دون النظر إلى ما يحدث للمدنيين في غزة.

"الحرب خدعة"

وبين الشامي أن جرح غزة بات كبيرا، وحركة حماس مصممة على السير في النهج نفسه بين ما تسميه بالمقاومة وما يسمى في الضفة الأخرى "إرهابا" ، في وقت نرى فيه تصفية للشعب الفلسطيني دون تحرك من جانب حركة حماس في الوصول لحلول حقيقية.

وأردف الشامي أن هناك مبادرات سلام أضاعت على الفلسطينيين آلاف الفرص والحلول التي كان من الممكن أن تجعل الشعب الفلسطيني محتفظا بجزء كبير من أرضه وبكامل كرامته، ولكن المتاجرين من بينهم هم من ذهبوا إلى طريق بلا عودة.

وخلص الشامي إلى أن فخا نُصب إمام حركة حماس، والحرب خدعة، والتصفية في المواجهات تكون بهذا الشكل، وترامب يتبع هذا الأسلوب بشكل أو بآخر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC