رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم العربي

"غزة تغزو إسرائيل".. كيف سينقلب احتلال القطاع على تل أبيب؟

جنود إسرائيليون في غزةالمصدر: منصة إكس

في ظل الاستعدادات الإسرائيلية المكثفة لاجتياح غزة، يكشف تقرير عبري أن هناك معادلة جديدة تتحدّى الرواية التقليدية، وهي أنه ليست إسرائيل هي التي ستحتل غزة، بل قد تجد غزة نفسها "تغزو" إسرائيل. 

ووفق تقرير لصحيفة "هآرتس"، فإن هذا الانقلاب في المنظور يأتي من تعقيدات الوضع على الأرض، حيث تبدو إسرائيل على وشك التورط في مستنقع سياسي وعسكري واقتصادي قد يُكلفها أكثر مما تتوقع.

وبينما تدور نقاشات حادة داخل إسرائيل بين رئيس الأركان، إيال زامير، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول جدوى الهجوم المُخطط له على غزة، إلا أن المؤشرات تدل على قرب أن يصبح الجيش الإسرائيلي القوة الحاكمة في غزة خلال أسابيع، مع ما يترتب على ذلك من "تداعيات كارثية"، وفق وصف "هآرتس".

مليارات ومقاطعة

اقتصادياً، يُقدّر محافظا بنك إسرائيل السابقان، كارنيت فلوج، وجاكوب فرنكل، تكلفة الاحتلال بنحو 30 مليار شيكل سنوياً (8.9 مليار دولار)، تشمل توفير الخدمات الأساسية، مثل: المياه، والكهرباء، والغذاء، إضافة إلى نفقات الجيش. 

وبحسب تقرير "هآرتس" فإن هذه الأرقام لا تأخذ في الاعتبار تكاليف استدعاء قوات الاحتياط أو العقوبات الاقتصادية المحتملة، مثل مقاطعة التجارة الخارجية، أو حظر الأسلحة. 

أخبار ذات علاقة

ترامب خلال حديثه للصحفيين

ترامب يكشف عن "مفاوضات معمقة" مع حماس ويطالب بإطلاق سراح كل الرهائن

في المقابل، يرى خبراء آخرون، مثل كوبي مايكل، ويوسي كوبرفاسر، أن التكاليف قد تكون أقل، لكنهم يفتقرون إلى وضوح حول المسؤوليات المدنية التي سيتحملها الجيش.

فوضى بلا خطة

تكشف تصريحات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" عن غياب خطة شاملة لإدارة الشؤون المدنية في غزة. وكيف ستُوفر إسرائيل المياه، وهل ستقتصر على شاحنات المياه، أم ستُصلح البنية التحتية، ومن سيعيد بناء شبكة الكهرباء، وهل ستُقدم خدمات للمناطق المكتظة فقط؟ 

وترى "هآرتس" أن هذه الأسئلة تبقى بلا إجابة، في ظل "فشل سابق" لصندوق غزة الإنساني، دون إعادة تقييم حقيقية.

كما يلفت مصدر عسكري إلى صعوبة التخطيط بسبب عدم وضوح عدد الفلسطينيين الذين سيبقون في شمال غزة، حيث يُتوقع بقاء 500 ألف شخص على الأقل، مما يجعل المنطقة "منطقة نيران مفتوحة" بمعدل وفيات مدنية قد يتجاوز 80 قتيلاً يومياً.

مستنقع عسكري

يُحذّر ضابط كبير سابق من أن إسرائيل لن تستطيع السيطرة على غزة كما تفعل في الضفة الغربية، ففي القطاع سيواجه الجنود مقاومة يومية قد تُكبدهم خسائر جسيمة. 

وتاريخياً، أثبتت الانتفاضتان الفلسطينيتان، وحرب لبنان، أن الاحتلال المباشر لا يقضي على "المقاومة"، بل قد يُعززها، كما تؤكد ذلك تجربة الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان.

عواقب دولية

 ستُواجه إسرائيل عقوبات محتملة دولياً، بما في ذلك قرار ألمانيا وقف تصدير الأسلحة المستخدمة في غزة، ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية والاستثمارية.

كما سيشتد الغضب الأوروبي المتصاعد، منذ أشهر، والذي وصل إلى مستوى لم تبلغه من قبل العلاقات الإسرائيلية الغربية.

قوة معاكسة

ترى "هآرتس" أن إسرائيل تبدو على وشك الانزلاق إلى فخ يُعيد تعريف الاحتلال، فغزة قد تتحول إلى قوة "تغزو" إسرائيل، ليس عسكرياً، بل من خلال استنزاف مواردها الاقتصادية والسياسية.

وتخلُص الصحيفة العبرية إلى أن السؤال ليس فقط كم ستكلف إسرائيل للسيطرة على غزة، بل كم من الوقت ستستطيع الصمود قبل أن تدرك أنها هي التي أصبحت مُحتلة بتكاليف غزة الباهظة؟.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC