الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
قال رئيس حزب الأمة القومي السوداني فضل الله برمة ناصر، إن "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحمل دلالات واضحة على رغبة واشنطن في تعزيز فرص الهدنة في السودان"، موضحاً، في حوار خاص مع "إرم نيوز"، أن "المواقف الأمريكية تتلاقى مع جهود الرباعية الدولية لإيقاف الحرب، في وقت يسعى فيه التيار الراديكالي داخل بورتسودان إلى إفشال أي تحرك دولي لوقف القتال المفروض على الشعب السوداني".
وبيّن أن "إعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر من جانب واحد يعكس استعداداً عملياً للسير في طريق التهدئة، ويوجه رسالة مباشرة للمجتمع الدولي بأن باب السلام ما يزال مفتوحاً رغم محاولات التعطيل المتواصلة من الأطراف التي تستثمر في استمرار الحرب".
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تسهم تصريحات الرئيس دونالد ترامب في تعزيز فرص الهدنة، مقابل محاولات التيار الراديكالي داخل بورتسودان إفشال أي جهد دولي لوقف الحرب المفروضة على الشعب السوداني؟
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأعظم في عالم اليوم، والتي يشمل أمنها القومي كل العالم وكذلك استراتيجيتها الشاملة لخدمة مصالحها الدولية، ومن هنا يأتي اهتمامها بما يدور في العالم وبصفة خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن والسلم الدوليين، وعليه كانت تصريحات الرئيس دونالد ترامب واضحة، حيث جاء قراره في تعزيز فرص الهُدنة، ودعمه لجهود خارطة طريق الرباعية كفرصة ثمينة ومحورية ضمن الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الحرب في السودان، وتحقيق السلام المستدام.
حظيت المبادرة بدعم دولي واسع وقبول داخلي كبير من قبل معظم القوى السياسية المدنية الرافضة للحرب والداعمة للسلام، باستثناء مجموعة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التي أشعلت هذه الحرب، وتستثمر في استمرارها في محاولة للعودة للسيطرة علي البلاد، مستغلة نفوذها داخل الأجهزة النظامية ومؤسسات الدولة، وقد ظهر تأثيرها الواضح على مسار الحرب من خلال تعطيل كل الاتفاقيات والمبادرات بدءاً من جدة والمنامة وسويسرا ولندن، وصولاً إلى رفضها جهود الرباعية الدولية الحالية.
كما أن جهود السلام تقتضي مواجهة هذه المجموعات المُعيقة لعملية السلام، وممارسة ضغوط كافية على أطراف الحرب للعودة لطاولة التفاوض وإنهاء القتال، بالتوازن مع العمل الجاد لمنع تدفق السلاح للسودان، بجانب فتح ممرات آمنة وتأمين حركة المدنيين وتوفير الحماية لهم وتمكين فرق الإغاثة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة كافة.
كيف يمكن قراءة إعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية من جانب واحد لمدة 3 أشهر؟ وما هي تداعيات هذه الخطوة على مستقبل الصراع على الأرض وفي العلاقة بالتحركات الدبلوماسية الأخيرة لإنهاء الحرب في السودان؟
إن إعلان قوات الدعم السريع هدنة إنسانية من جانب واحد لمدة ثلاثة أشهر هي رسالة موجهة لكل من يعنيه الأمر في الصراع المُسلح الدائر في السودان، وبصفة خاصة قيادة قوات بورتسودان التي تتحمل العبء الأكبر في ميادين القتال.
ورسالة أيضاً للشعب السوداني المكتوي والمتحمل نيران الحرب ومآسيها، وأيضاً هذه الخطوة رسالة موجهة للرباعية التي تسعى لتحقيق هدنة لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إيقاف الحرب، كما أن الرسالة موجهة أيضاً للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتكملة مساعيهما لإيقاف الحرب.
ما مدى خطورة التحركات التي تقودها بورتسودان لتعطيل الهدنة، مقارنة بالاستجابة الكاملة التي أعلنتها قوات الدعم السريع للمبادرات الدولية؟
يتطلع الشعب السوداني بكل أنواع طيفه لإنهاء هذه الحرب، وتحقيق السلام العادل الشامل، ويجد في الهدنة التي تطرحها الرباعية تحقيق آماله وتأمين مستقبله في وطن آمن، يسَع جميع أبنائه، يعيش تحت مظلة حكم ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة لجميع أبنائه وبناته، في شماله وغربه وجنوبه وشرقه..
وهذا الطرح الذي تسعى الهدنة لتحقيقه يتعارض وأهداف الإخوان الذين حكموا السودان خلال ثلاثين عاماً وأوردوه مورد الهلاك، ويعملون الآن للعودة لحكم السودان عن طريق البندقية وفرض إرادتهم على جماهير الشعب السوداني، الذي قدم الكثير من التضحيات في سبيل الممارسة الديمقراطية، والتي تُعتبر أفضل أنظمة الحكم للسودان بتعدده وألوان طيفه الفريد.
وفي الجانب الثاني من أطراف الصراع المسلح نجد قوات الدعم السريع أياديها ممدودة للسلام والترحيب بالهدنة على الرغم من تفوقها الميداني.
إلى أي حد يكشف سعي قيادات بورتسودان لإجهاض الهدنة عن رغبتهم في إعادة إنتاج الفوضى، مقابل التزام قوات الدعم السريع بخيار السلام ووقف معاناة المدنيين؟
الصراع المُسلح الدائر في السودان منذ 15 إبريل 2023 مستمر حتى الآن دون هدنة، ويكشف بوضوح أهداف كل طرف من الطرفين، الطرف الأول متمثل في سعي الإخوان المعارض للهدنة والساعي لإنتاج الأزمة والفوضى في السودان لتحقيق هدفهم.
أما الطرف الثاني متمثل في الدعم السريع الذي يسعى ويهدف إلى تحقيق السلام ووقف معاناة المدنيين، فأهداف الطرفين على طرفي نقيض فأحدهما يقف مع الحق، بينما يقف الطرف الآخر مع الباطل، وعليه أقول: "اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه والباطل باطلاً وجنبني اتباعه".
كيف يمكن للدعم الدولي، وعلى رأسه موقف ترامب، أن يحد من نفوذ التيارات الإسلامية داخل المشهد العسكري، ويمنح قوات الدعم السريع مساحة أوسع لإنجاح مسار التهدئة؟
إن الدعم الدولي وعلى رأسه موقف ترامب رئيس أكبر دولة في العالم، من حيث النفوذ السياسي والعسكري، موقفها سيرجح كفة الميزان لمن يقف معه، وعلى العقلاء أن يتحسسوا مواقع أقدامهم قبل السير في طريق مليء بالأشواك والألغام.