تتواصل عملية الاقتراع الخاص للقوات الأمنية العراقية والبيشمركة والنازحين في عموم المحافظات، وسط إجراءات أمنية مشددة في أول اختبار عملي ليوم الاقتراع العام المقرر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.
وقال مدير إعلام قيادة عمليات بغداد، العميد عباس حميد، إن "العملية انطلقت منذ الساعات الأولى من الصباح وفق خطط مسبقة لتأمين المراكز الانتخابية وتفويج المنتسبين على ثلاث وجبات تضمن استمرار المهام الأمنية دون تأثر"، مؤكداً "عدم وجود أي ضغوط على المنتسبين في الإدلاء بأصواتهم، وأن المشاركة تجري بحرية تامة".
في المقابل، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار لوسائل إعلام محلية، بأن القوات الأمنية ألقت القبض على مجموعة متورطة في عمليات بيع وشراء أصوات انتخابية قرب مركز "الأمجاد" في مدينة الرمادي، مبيناً أن "العملية أسفرت عن ضبط مبالغ مالية كبيرة بحوزة المتورطين، وأن التحقيقات ما زالت مستمرة لتحديد الجهات أو الأشخاص الذين يقفون وراء تلك المحاولات".
كما شكا عدد من منتسبي الحشد العشائري ووزارة الداخلية في الأنبار من تعرضهم لضغوط للتصويت لصالح أطراف سياسية محددة، في وقت أكدت فيه قيادة العمليات أنها لن تسمح بأي تدخلات أو ممارسات تمس حرية التصويت.
وفي إقليم كردستان، أوضح مدير مكتب انتخابات الإقليم، نبرد عمر، أن أربع محطات اقتراع واجهت مشكلات فنية في أجهزة التصويت، اثنتان منها في أربيل واثنتان في السليمانية ودهوك، لكن فرق المفوضية تمكنت من إصلاح الأعطال سريعاً، مؤكداً أن جميع الأجهزة تعمل الآن بشكل طبيعي، وأن العملية تسير بسلاسة.
وأضاف عمر أن "أكثر من 50% من الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص أدلوا بأصواتهم حتى منتصف النهار، متوقعاً إعلان النسبة النهائية لمشاركة الناخبين في وقت لاحق من اليوم، مشيراً إلى عدم تسجيل أي خروقات أو مخالفات تُذكر حتى الآن".
ويبلغ عدد المشمولين بالتصويت الخاص 1.313.980 ناخباً من القوات الأمنية، موزعين على 809 مراكز و4.501 محطة اقتراع، إضافة إلى 26.538 نازحاً يصوتون في 27 مركزاً و97 محطة في محافظتي أربيل ودهوك، بينهم نحو 270 ألف ناخب من قوات البيشمركة وقوى الأمن الداخلي في الإقليم.
في سياق مواز، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن مقاطعة الفساد "واجب ديني وأخلاقي"، مشدداً على أن "انتخاب المجرب يعني تجذر الأفسد وهيمنة الفاسد"، داعياً العراقيين، بمن فيهم القوات الأمنية، إلى تحكيم ضمائرهم في اختيار الأصلح.
وأضاف الصدر أن "بعض أتباع آل البيت اليوم ينادون بدفع الأفسد بالفاسد، وهو نداء الفساد الذي يلغي مبدأ (المجرب لا يُجرّب)، بينما نحن ندفع الفاسد بالأصلح".
وبحسب المفوضية العليا للانتخابات، فإن إعلان النتائج النهائية سيتم بعد 24 ساعة من انتهاء التصويت العام، وستشمل في حينها نتائج التصويتين العام والخاص معاً ضمن بيان رسمي موحد.
وهذه الانتخابات هي السادسة التي يشهدها العراق منذ عام 2003، إذ تُعد محطة مفصلية في مسار النظام السياسي القائم، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستُفرزه من موازين جديدة بين القوى التقليدية والتحالفات الصاعدة.
وتأتي في ظل بيئة سياسية مشحونة بانقسامات حادة، واتهامات متبادلة بين الكتل، فضلاً عن تصاعد المخاوف من المال السياسي ومحاولات التأثير في إرادة الناخبين، ما يجعلها اختباراً حقيقياً لقدرة المؤسسات العراقية على إدارة اقتراع نزيه يعبّر عن الإرادة الشعبية.