logo
العالم العربي

بعد جمود طويل.. هل تنجح المعارضة التونسية في تحريك الشارع؟

تحرك احتجاجي في تونسالمصدر: رويترز

أثار الاحتجاج الذي شهدته العاصمة التونسية، بقيادة أحزاب المعارضة تنديدًا بما سمّته "الظلم"، تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القوى قد نجحت في استعادة الزخم الشعبي بعد أشهر من خفوت وتراجع التحركات الاحتجاجية.

وشارك في الاحتجاج نحو 2000 شخص للمطالبة بالحريات السياسية، بينما لم تُدلِ السلطات التونسية بأي تعليق فوري بشأنه.

لحظة مهمة

منذ سنوات، تسود قطيعة بين قوى المعارضة والسلطات في تونس، فيما قاد الرئيس قيس سعيّد إصلاحات سياسية ودستورية واسعة أعادت البلاد إلى نظام الحكم الرئاسي المعزَّز.

وعلّق القيادي في حزب التيار الديمقراطي، مجدي الكرباعي، على ذلك بالقول: "في اعتقادي، مسيرة الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني كانت بالفعل لحظة مهمة، وقد نجحت إلى حد ما في كسر الجمود الذي كان يخيم على الشارع التونسي".

وتابع: "ما رأيناه ليس تحركًا عابرًا، بل تجمّعًا لصوت وطني موحّد: قوى سياسية من مختلف الأطياف، ناشطون مدنيون، عائلات معتقلين؛ كلهم اجتمعوا تحت شعار ضد الظلم والاعتداء على الحقوق والحريات".

وتابع الكرباعي في تصريح لـ"إرم نيوز" قائلاً: "هذا الانخراط المتعدد يدل على أن الشارع لم يعد يملك طاقة ليظل صامتًا. فالاحتجاجات الأخيرة في قطاعات مثل الأطباء الشبان، والبنوك، والصحافيين، تُظهر أن الأزمة لم تعد مجرّد غضب اقتصادي، بل غليان سياسي واجتماعي أعمق".

وشدّد على أن "تحرك الصحافيين يوم العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني ليس مصادفة؛ فالنقابة الوطنية للصحفيين تحدثت عن تجاهل السلطة لمطالبهم المهنية ولحرية الإعلام".

وأكد الكرباعي: "من وجهة نظري، هذا الزخم يمكن أن يعيد ديناميكية للمعارضة، خصوصًا إذا وُظف بشكل ذكي: ليس فقط عبر التظاهر، بل أيضًا عبر بناء جبهات مشتركة بين الأحزاب والقوى المدنية والمهنيين المناضلين (الأطباء، الصحافيين، وغيرهم). الوحدة التي برزت أمس تُعدّ إشارة قوية إلى أن المعارضة قادرة على تجاوز انقساماتها عندما تلتقي على هدف موحّد: الحقوق والحريات والعدالة".

التقاء حول مطلب

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي التونسي هشام الحاجي أن "احتجاج البارحة يمثل حدثًا يتعيّن الوقوف عنده جيدًا، لأنه شكّل التقاءً حول مطلب محرّك ومحفّز منذ عقود، وهو مطلب الحريات، ويضاف إليه التبرم من ضعف المنجز وتعدد مظاهر تعقد ظروف العيش".

وبيّن الحاجي أنه "حين نضيف إلى ذلك التحركات القطاعية والجهوية، ندرك أننا أمام لحظة صراع سلمي بين السلطة والمعارضة من أجل كسب الشارع وتوجيهه في قادم الأيام".

وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "المعارضة تعيد بناء ذاتها في ظرف صعب سمته انحسار مجالات التحرك والتشتت ومواجهة ملاحقات قضائية متواصلة، والسلطة التي تواجه صعوبات حقيقية خاصة في ظل فقدان سردية المؤامرة التي طالما استعملتها لتعزيز قدرتها على التأثير. وهو ما يفرض عليها، في تقديري، إعادة النظر في آليات خطابها والانفتاح على الرأي المخالف". 

أخبار ذات علاقة

من إضرابات الأطباء الشبان في تونس

إضراب للأطباء الشبان يشل المستشفيات في تونس

وختم الحاجي بالقول: "في اعتقادي، المعارضة سجلت بمسيرة البارحة نقاطًا معنوية مهمة على حساب السلطة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC