كشف مصدر سوري -رفض الكشف عن هويته- عن بوادر خلافات متصاعدة بين الفصائل المسلحة في السويداء، على خلفية تطورات سياسية وعسكرية جديدة تشهدها المنطقة.
وأضاف المصدر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن التوتر بدأ بالظهور بعد أن أرسلت "هيئة تحرير الشام" رتلاً مسلحًا إلى السويداء، ما أثار خلافات بين الفصائل المحلية التي تنقسم بين مجموعات ترفض أي تعاون مع الهيئة، مثل "رجال الكرامة" و"لواء الجبل"، وأخرى تُتهم بالتنسيق معها، أبرزها "تجمع أحرار جبل العرب" بقيادة سليمان عبد الباقي.
هذه الخلافات تعمّقت مع تعيين محسنة المحيثاوي محافظًا جديدًا للسويداء من قبل الإدارة السورية الجديدة، وهو تعيين اعتبره البعض شكليًا، فيما لا تزال السلطة الفعلية بيد مفوض لإدارة الشؤون اليومية.
المصدر ذاته أشار إلى أن هذا التعيين عزز الانقسامات بين الفصائل، خاصة تلك التي تشعر بأنها مستبعدة من المشهد الجديد.
وقال إن الخلافات بين الفصائل المسلحة في السويداء تصاعدت بعد إرسال "هيئة تحرير الشام" رتلاً عسكريًا إلى المنطقة، وأكد أن التنسيق بين الهيئة و"تجمع أحرار جبل العرب" بقيادة سليمان عبد الباقي كان سببًا رئيسيًا لهذه التوترات.
وأوضح المصدر أن عبد الباقي التقى أحمد الشرع ممثلًا عن الإدارة السورية الجديدة، ليصبح بذلك أول قائد فصيل من السويداء يجري مثل هذا اللقاء.
وأضاف أن هذا التنسيق أثار استياء بقية الفصائل، خاصة "رجال الكرامة" و"لواء الجبل"، اللذين رفضا أي علاقة مع الهيئة، وأصدرا بيانًا مشتركًا لتأكيد موقفهما المعارض.
وفي المقابل، شكّلت بعض الفصائل الأخرى، "قوات شيخ الكرامة" و"فصيل مكافحة الإرهاب"، غرفة عمليات مشتركة، ما يشير إلى انقسام واضح في المشهد الفصائلي.
وبحسب المصدر، زادت تعقيدات المشهد مع إعلان الإدارة السورية الجديدة تعيين محسنة المحيثاوي محافظًا للسويداء، إلا أن المصدر وصف التعيين بالشكلي، مؤكدًا أن المنصب لا يزال شاغرًا فعليًا، وأن إدارة شؤون المحافظة تُسيّر عبر مفوض خاص.
وأشار إلى أن هذه الخطوة زادت من انزعاج بعض الفصائل، التي ترى أن الإدارة الجديدة تحاول فرض أمر واقع يخدم مصالح طرف محدد دون إشراك الجميع.
وأوضح أن "تجمع أحرار جبل العرب" يبدو أكثر تقبلاً لهذا الوضع الجديد، إذ يرى في الاندماج مع الجيش الجديد فرصة للحصول على دور سياسي وعسكري أكبر، في المقابل، وصف "رجال الكرامة" و"لواء الجبل" الجيش الجديد بـ"الفئوي"، مؤكدين أن تشكيلته لا تعكس تنوع السويداء، ما قد يُبقيهما على الهامش.
وتابع المصدر أن هناك قوى داخلية وخارجية تسعى للتأثير على الوضع في السويداء، فعلى المستوى الداخلي، تحاول "هيئة تحرير الشام" استمالة الفصائل عبر سليمان عبد الباقي كوسيط رئيسي، في حين أن القوى الخارجية، مثل إسرائيل وبعض الدول العربية، لا مصلحة لها في تعزيز نفوذ الهيئة في المنطقة.
وأضاف أن عدم تعيين محافظين في السويداء ودرعا والقنيطرة حتى الآن يُظهر تأثير هذه التدخلات، التي تهدف إلى منع سيطرة جهة واحدة على هذه المناطق.
وختم المصدر بالقول إن هذه التطورات قد تعيد تشكيل التحالفات داخل السويداء، إلا أن التنسيق بين الفصائل ما زال دون المستوى المطلوب، خاصة في ظل استمرار التباين الكبير في الرؤى والمصالح بين الأطراف المختلفة.
